البقيعة تشهد يوما دراسيا تحت شعار : "أحداث البقيعة كبوة ..أو تحوّل !"

الوزير عزرا ونائب الوزير مجلي وهبة يضطران ترك المنصة أمام احتجاج الأهالي.

نفاع: القوى التقدميّة المؤطرة وغير المؤطرة بين العرب الدروز ترتكب خيانة تاريخية إذا لم تستنهض هممها على ضوء أحداث البقيعة.

شهد المركز الجماهيري في قرية البقيعة نهار السبت يوما دراسيا شارك فيه المئات، مستمعين إلى العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية متناولين الأحداث من شتى أوجهها. وقد بادرت إلى هذا اليوم الجمعيّة للدفاع عن الديموقراطية في الوسط العربي ورعاه مجلس البقيعة المحلي.

تناوب الحديث في في الجلسات الأربع التي عقدت وتحت الشعارات: “هل فقدان السياسة تجاه الطائفة الدرزية هو سياسة؟” و”هل تقف الطائفة الدرزية على مفترق طرق؟” و” ماذا بعد؟” وزراء وأعضاء كنيست ورؤساء مجالس وأدباء وشخصيات اجتماعية أخرى، وقد لفت النظر تغيب الشيخ موفق طريف رئيس المجلس الديني الذي كان من المقرر أن يشارك في اليوم الدراسي.

وهدف اليوم الدراسي الى النقاش والحوار حول الأحداث الدموية إثر العدوان الذي شنته شرطة إسرائيل على أهالي القرية موقعة بين المواطنين إصابات عدّة بالرصاص الحي، على خلفية احتجاج أهالي البلدة على نصب هوائية للاتصالات الخليوية في المستوطنة اليهودية المحاذية، تسببت، حسب ادعائهم، في إصابة العشرات من المواطنين بمرض السرطان.

وقد أجمع المشتركون عدا ممثلي الأحزاب اليمينية على استنكار تصرف الشرطة، مؤيدين مطلب أهالي البقيعة بإقامة لجنة تحقيق حيادية برئاسة قاض.كذلك أجمع الحاضرون على أن الذي حدث هو نتاج إهمال وتمييز واستهتار بالطائفة الدرزية على مدى عقود رغم الخدمة الإجبارية المفروضة على شبابها  . فرئيس منتدى السلطات المحلية الدرزيّة والضابطين المتقاعدين أسعد أسعد وأمل أسعد  وبعض رؤساء المجالس ورغم انتماءاتهم السياسية لم يستطيعوا إلا أن يعترفوا، بالتمييز الصارخ الواقع على الطائفة الدرزية، معبرين عن خيبة أملهم من السلطات الكبيرة، بلغ الأمر بأحدهم أن قال: “قتلنا في معارك إسرائيل وعلى السلطة أن تعرف أن مستعدون أن نُقتل دفاعا عن قرانا في وجهها” ونبه آخر: “عندما قال رئيس الشاباك ديسكن أن العرب يشكلون خطرا على إسرائيل لم يخرج الدروز من من ذلك فانتبهوا”

هذا الكلام استفز الوزير عزرا فعلق: “كنت أظن أن هذه الآراء لسعيد نفاع وسلمان ناطور لكن يبدو أنها اليوم عند الكثيرين”!

ألوزراء وأعضاء الكنيست من الأحزاب الصهيونية وبعض الشخصيات الاجتماعية ورغم ذلك استبعدت وجود سياسة مخططة، فقوطعت من الجمهور لدرجة اضطرت الوزير عزرا ونائب الوزير وهبة ترك منصة الخطابة.

أما الكاتب سلمان ناطور وفي مداخلته وردا على الشعار هل الدروز على مفترق طرق قال: هم على مفترق طرق منذ ال-48 والخمسينات حين نهبت السلطات أراضيهم وفرضت عليهم التجنيد الإجباري وسرقت أعيادهم

وكانت الجلسة الأخيرة بمشاركة الوزير جدعون عزرا ونائب الوزير مجلي وهبة والنائب سعيد نفاع وتحت الشعار : وماذا بعد ؟

لم يكد الوزير عزرا البدء بالحديث والدخول إلى صلب الموضوع حتى هاجت القاعة مقاطعة إياه المرة تلو المرة مما اضطره أن يترك المنصة ،وهذا كان نصيب نائب الوزير مجلي وهبة خضوضا عندما قال ردا على إحدى المقاطعات: لم أصوت مع مطلب أهل البقيعة في الكنيست لأنني نائب وزير ولا أستطيع أن أصوت ضد الحكومة إذا أردت المحافظة على منصبي .

أما الكلمة الختاميّة فكانت للنائب سعيد نفاع عن التجمع الوطني الديموقراطي، قائلا: دعونا نعمل العقل وبهدوء وبعيدا عن الشعارات، الوقائع والمعطيات الرسميّة التي سمعناها اليوم والتي سأعرض غيرها  تثبت، أن المنتهج ضد العرب الدروز خاصة والعرب عامة هو سياسة منهجية مخططة من التمييز وهذا الأمر ليس غريبا على دولة تعتبر نفسها يهودية فأساس كل البلاوي هنا، وليس صدفة البتة أن يجمع غالبية المتكلمين العرب الدروز اليوم من شتى الانتماءات على التأكيد على سياسة الاستهتار بالعرب الدروز. ولكن السؤال الذي يجب أن نجيب عليه وبتفكير وترو، هو ماذا بعد وما العمل؟

على المدى الأقصر مطلوب وحدة شعبية كفاحية ففقط طريقها يمكن تحصيل الحقوق، بعد أن اقتنعت الغالبية على الأقل أن سياسة المهادنة والتملق لم تجد نفعا بل على العكس زادت سياسة التمييز قسوة واستهتارا، وقد سقطت كل المراهنات على الأحزاب الصهيونية التي لم تقف لجانب قضايا الدروز عامة ولا قضية البقيعة خاصة.

أما على المدى الأبعد فالالتصاق بالجذور والنضال من هذا الموقع هو الوحيد الكفيل بتحصيل الحقوق من سياسة عنصرية.

وعلى القوى الوطنيّة والتقدمية بين العرب الدروز في الداخل مراجعة نفسها وفي هذا الظرف بالذات وإلا فإنها سترتكب خيانة تاريخية إن لم تتعالى عن أي حسابات جانبية أمام الظرف الجديد، الذي لا يضمن أحد أن يكرر نفسه، الكفيل بإنقاذ العرب الدروز ممّا آلوا إليه نتيجة لهذه السياسة التمييزية المتفق عليها اليوم من المعظم الأكبر، وإنقاذهم من الأيادي التي ما زالت تتحكم بمصائرهم خدمة لمراكزها ومصالحها.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*