حزيران 2009
تقدمة:
صباح اليوم الأول من حزيران وأنا في طريقي إلى القدس، اتصل فيّ مساعدي ليخبرني أن “الاتحاد” منحتني (!) حق الظهور على صفحتها الأولى وليس لأن عملا لي في الكنيست أثار اهتمامها إنما وتحت عنوان “النائب نفاع بعيد عن كتلته ومستبعد من قيادة التجمع”، وعلى ذمّة مساعدي الذي قرأ لي ما جاء على لسان مراسل خاص وبشكل ساتيري، متطرقا لمجموعة من القضايا كنت أنا نجمها، أجدني مضطرا للتعامل معها.
العلاقة في الكتلة والإبعاد عنها:
يكتب الساتيريّ مجهول الاسم: “يوم الاربعاء الماضي بعد انفعال متلفز مع أحد نواب اليمين، كان النائب جمال زحالقة خارجا من قاعة الهيئة العامة نحو مقصف الكنيست، وكان النائب سعيد نفاع سائرا في الاتجاه المعاكس. ثوان قليلة فصلت بينهما، لكنها كانت كافية لملاحظة ارتباك زحالقة من الارتطام الوشيك. نفاع من جهته، بدا أكثر برودا وثقة. الردهة أضيق من أن يمشي كل في طريقه متظاهرا بعدم رؤية الآخر. أومأ زحالقة برأسه وحرّك شفتيه، ورد نفاع بالمثل، بأقل قليلا. وذهب هذا إلى القاعة وانصرف ذاك إلى المقصف”.
حتى لو كان ذلك من باب الساتيرة فهي ساتيرة سخيفة، أولا لأن ذلك لم يحدث فلم أكن أنا في القاعة حين وقعت المشادة بين النائب جمال زحالقة والنائب اليميني المشار إليه. ثانيا العلاقة بيني وبين جمال أكثر من طيّبة رغم الخلافات في بعض وجهات النظر. وإذا كان الكاتب يرى غير ذلك فإني “أضع يدي في زنّاره” ليتوجه إلى جاهة الصلح العشائريّة ليساهم في إصلاح ذات البين ويكسب بهذا إجرا عند الله وعند العبيد!
ويضيف الكاتب:
“يجد النائب سعيد نفاع نفسه بعيدا عن كتلته ومستبعدا من قيادة التجمع … ويتصرف نفاع اليوم في الكنيست وخارجها ككتلة مستقلّة، وتشكو مصادر تجمعيّة من أنه ينسق مع حنّا سويد وأحيانا حتى مع مجلي وهبة أكثر مما يفعل مع زميليه الافتراضيين”.
أولا النائب حنا سويد من حزبك ومن كتلتك فلماذا تعتمد على مصادر تجمعيّة، إن كانت موجودة فهي على شاكلتك، في التنسيق بيني وبينه فاسأله، أم إن التنسيق بين الاتحاد وبينه افتراضي؟!
أما فيما يخص النائب مجلي وهبة، أولا: هلّا أتعبت نفسك قليلا لتطلع على مشاريع القوانين التي يقدمها النائب حنين لترى مع من ينسق ومن هم شركاؤه لمشاريع قوانينه خصوصا تلك التي “منّينا”؟
أمّا ثانيا: مصادرك التجمعيّة هذه لا تختلف عن مصادرنا الجبهويّة!
أمّا ثالثا: التنسيق الوحيد الذي يقوم به النائب سعيد نفاع هو مع الكتلة والتي تجلس أسبوعيا وبشكل دوريّ لتضع جدول أعمالها وتوزع العمل، فاطمئن!
أزمة المناوبة:
يقول الكاتب حول هذا الموضوع الكثير فمثلا:
“نفاع لم يغفر بعد لعبد الفتاح وزحالقة “تآمرهما” للإطاحة به في الانتخابات الداخليّة، لدرجة استيراد “مرشح مسيحي” خارجي، أو طرح مرشحين مجهولين وهما لن يغفرا له بالمقابل الصفعة المدوية التي شكلها فوزه عليهما، وبشكل خاص زحالقة الذي أنزل نفاع بمكانته المهزوزة أصلا ضربة قاصمة داخليا وخارجيا، وحين كان زحالقة وغيره، خلال الانتخابات، يفاخرون ب”تحدي نظام المحاصصة”، كان نفاع يعض على شفتيه فيما تصرخ قسماته “قصر ذيل يا أزعر”.” (الأقواس في الأصل)
ويتابع:
“ويوضح نفاع لكل من يعنيه الأمر أنه لن يستقيل لصالح عبّاس زكور…ووو.”
أولا: أشهد لك أن في بعض مما جاء في أقوالك حول المناوبة أن مصادرك “ملعونة بنت ملعونة” وأقول هذا ليس مديحا لك إنما من باب “لعلّ يتعظ من يجب أن يتعظ” على الأقل حتى يصعبوا عليك مهمتك المرسومة في التهجم الحاقد على التجمع.
للناس أقول ولمن يهمه الأمر:
أولا: في اتفاق المناوبة مع السيد عباس زكور غير وارد اسم هذا النائب أو ذاك النائب للمناوبة. وثانيا: التجمع يجب أن يحترم اتفاقاته بحذافيرها ودون تجزئة ففي الاتفاقات تعهدات وليدتها استحقاقات، وجدت الاتفاقات لتحترم وتنفذ بكل شروطها، بتعهداتها المسبقة واستحقاقاتها اللاحقة، احترام الاتفاقات هو بتنفيذ تعهداتها واستحقاقاتها ومن طرفي الاتفاق توازيا ومساواة، هذا هو المبدأ الأساس.
وثالثا: حول هذا الأمر يدور نقاش على الغالب طبيعي وشرعي داخل قيادات الحزب وكوادره وهذا ليس سرا، وفي النهاية هنالك مؤسسات دستوريّة في الحزب أكبر من أي شخص، مخولة في البت في أي خلاف أو نقاش لا يحسم، وحين تستدعي الحاجة وتتوفر الأسس لانعقادها يتم الأمر. ف”لتحطط عن ظهرك”!
الخلاصة:
بغض النظر عن موقف هذا القائد أو ذاك من قضية الترشيح فهي وراءنا، ولكن ما يغيّبه الكاتب وعن سبق إصرار وترصد ونيّة بائسة قبل أن تكون سيئة، أن التجمع هو في نهاية الأمر مجموع قررّ ما قررّ وبأكثر من 60% فعلا بعيدا عن المحاصصة الطائفيّة التي تميّز حزب الكاتب، قرّر تماما على عكس ما كان سنة 1992 مع سكرتير الحزب الشيوعي اليوم النائب حينها محمد نفاع الذي أفشلتموه حتى على المكان الرابع في القائمة وفقط من منطلق انتمائه الذي “لا يد له فيه ولا حيلة” وليس إلا.
يبدو أن عناصر في الحزب الشيوعي والجبهة لم تستطع أن تشفى حتى الآن من انتصار التجمع في الانتخابات الأخيرة، وتلقي صنانيرها في المياه العكرة لكنها حتما لن تصطاد إلا خيبتها، التحديات اليوم أمامنا أكبر من هذه الترهات لنتلهى ببعضنا البعض كقوى وطنيّة، لكن الأهم هو وما دام هنالك من يحبّون التلهي أن لا نزودهم بالأدوات ونقطع دابر مصادرهم.
حزيران 2009
النائب سعيد نفاع