تجاهلوا الموضوع ولا تفتحوا الأبواب للمزيد من التحريض!!!

المغرضون ومهما اختلفت انتماءاتهم، مخابرات كانوا أو وعملاء أو جهلة أو متعصبين طائفيّا ومذهبيّا، حققوا تماما ما ارادوا بتناولهم من على وسائل الإعلام هويّة الضابط قائد لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي، فقد فتحوا الباب على مصراعيه للتحريض والتحريض المتبادل وراحوا يصبون النفط على نار هم أوقدوه إذ ملأوا وسائل الإعلام وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي منها بال”بوستات” مجهولة الكتاب، وأوقعوا البسطاء من الناس فريسة لتحريضهم ليروح الناس يسبون بعضهم بعضا تحريضا مذهبيّا.

أن يقع البسطاء فريسة فهذا طبيعيّ، لكن أن يقع بعض الواعين وطنيّا ويكتبوا في الموضوع من قريب أو بعيد إعلاميّا فهذا غير طبيعيّ، وبغض النظر عمّا يكتبون في هذا السياق فقد وقعوا في الفخ الذي نصبه لنا جميعا المغرضون وعلى الأقل في لفت الأنظار عن الأهم وهو العدوان ونتائجه.

الموقف من العدوان على غزة هو موقف وطنيّ وإنساني لا علاقة له بأدوات التنفيذ كانت من تكون، ونحن نعرف أن الكثير من الأدوات هي بين ظهورنا كلنا ومن كل الانتماءات، فماذا سيغيّر ذلك ؟!

فلماذا ما زال بعض الوطنيين الدروز يعتقدون وكأنهم هم أو كامل الطائفة يحملون وزر وجود مجندين دروز في الجيش الإسرائيلي، فهل هذا الوجود سرّ؟!  وهل سرّ أن بعض القطاعات تدعمهم ؟! وهل موقف المحرضين مغرضين كانوا أو جهلة سيتغيّر بمجرد أن وطنيّا درزيّا كاتبا كان أو فنانا أو سياسيّا تناول الموضوع وحتى لو كان على طريقة “ملكيّ أكثر من الملك”؟!.

من يتناول مثل هكذا موضوع ومن باب تبرئة الذمة وفقط كونه ينتمي بالولادة لنفس مذهب هذا الضابط أو ذاك، إنما يُحملّ نفسه مسؤوليّة من حيث يدري أو لا يدري وهو براء منها.

اكتب هذا الكلام كوني والد الممثل وسيم خير… والذي تعرضّ والعائلة لحملة تحريض شعواء ردّا على “بوست” ظهر على صفحته على الفيسبوك، في هذا الموضوع. موقفنا من العدوان على غزة واضح ولا نتخذه مراضاة لفلان أو علان كان من كان، وإنما قناعة منّا ونحن ضدّ التجنيد الإجباري وأكثر ضد التطوعيّ، نرى في المجنّد إجباريّا ضحيّة كان من كان رضي عن تجنيده أو لم يرض، ونرى في التطوع جريمة.

لكن بين هذا وبين أن نضيع البوصلة بين المجنّد نفرا كان أو ضابطا والدور الذي يقوم به راضيا أو مجبرا، وبين المؤسسة ومسؤوليتها عن النتائج الإجراميّة فالمسافة كبيرة، ولا نرى أنفسنا نتحمل وزر هذا الموقف الصادر عن ضابط أو ذويه من ناحية، ولا المسؤولية عن أن يطاله أي سوء هو أو عائلته ولا نتمناه لا له ولا لغيره.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*