هل تفتش عن بيّنة أنّ الدروز عرب أقحاح؟  فاقرأ !

وكأني بالقاريء العربي بالذات المتابع للصحف والمواقع الإلكترونيّة العامة والفئويّة المناطقيّة منها والبلديّة منها وحتى العاملين المحررين الضالعين ببواطن الأمور يقولون: حيّرتونا ! هذا إذا لم تفقع مرارتهم فيقولون: فقعتونا حلّوا عنّا !

فما يفتأ واحدهم أن يقرأ بيانا صادرا عن “لجنة المبادرة العربيّة الدرزيّة” صباحا حتى يجد نفسه مساء أمام خبر عن نشاط ل”حركة المبادرة العربيّة الدرزيّة”. ولا يفتأ يقرأ خبرا عن عصا “ميثاق المعروفيين الأحرار” ظهرا حتى يجد نفسه عشاء أمام خبر معاكس ومن وتد “ميثاق المعروفيين الأحرار”. وما أن تطلع الشمس حتى يقرأ خبرا صادرا عن “الشيخ رئيس لجنة التواصل الدرزيّة ال-48 !”، فلا تكاد تغيب الشمس حتى يقرأ آخر نقيضا صادرا عن “الشيخ من رئاسة لجنة التواصل الدرزيّة في ال-67 !”.

هذا عدا عن بيانات لحركات وتحالفات بدّك لسان العرب وأن تقيم علي الجارم من مرقده حتى تفك اسمها شكلا ومعنى فتضطر جريا على عادة أبناء عمومتنا في تسمية المنظمات بحروفها الأولى أن تختصر الاسم إلى ح.ح.ح أو خ.خ. خ مثلا!

أشك أنّ هنالك قارئا عربيّا بعد هذا لا يقلب صفحة الموقع أو الصحيفة متأففا في أضعف الإيمان أو أنّ محررا لا يقرف فلا يكلّف نفسه حتى تحرير هذه الأخبار والبيانات مجرّد أن يريا عنوان بيان أو خبر يحوي بين كلماته كلمة “درزيّة” حتى لو كان دعاية ل-“البيتا الدروزيت”. اللهم إلا إذا كان عاملا أو محررا يقول ساخرا لنفسه: يالله يمكن تْجِبِلْنا رييتنج وشويّة أكشن!

وأشك أن هنالك قارئا مخابرتيّا شباكيّا أو موساديّا أو موديعينيّا  متابعا بحكم مهماته ومهام أتباعه لا يضحك ساخرا وبالذات من البيانات التي تنعت إسرائيل ب”الكيان الصهيوني” مثلا.

وأشك أن مجلي وهبة وأيوب القرا وحمد عمّار وهم يقرأونها لا يتابدلوا الاتصالات التلفونيّة متندرين قائلين الواحد للآخر: علقت! وما له نكون واحد ليكود وواحد يسرائيل بيتينو وواحد كديما فعلى الأقل نحن موحدين ! هياهم واحد داعمو عزمي والثاني داعمو بركة والثالث فلان والرابع علّان وناب ال… في جلد ال… !.

والله يستر على جميع خلقه وعليك عزيزي القاريء والمحرر من بين خلقه، إن لم تكن هذه البيانات “دبيك” الواحد في الثاني ومع كل بيان يدب الحماس في جندي درزي فيخرج من على “محاسيم” الضفة الغربيّة راميا سلاحه في وجه ال-“رمتكال” ومنضما إلى قوى المقاومة!.

ولتجد نفسك حينها راجعا إلى حكاية “ستّك” والقائلة على ذمتها:

“أن بدوييّن جمعتهما طريق سفر صحراوية لوحدة وجهتهما، وبعد سير طويل مرّا على مضرب بدويّ وقد أنهكما السفر فقررا أن ينفضا غبار سفرهما عنده. فرحّب هذا بهما أجمل ترحيب وأصرّ أن “يعشيهما” وأن يقضيا ليلتهما عنده، فليالي الصحاري خطرة موحشة وباردة.

وكعادة البدو أخّر هذا الطعام حتى لا يُفسّر الاستعجال نيّة للتخلّص السريع من الضيف، فراح الرجال يسمرون وبعد مدة اضطر أحد الرفيقين أن يخرج لقضاء حاجة عرضت له، فسأل المضيف من بقي: كيف رفيقك ؟ فما كان من هذا إلا أن أجاب: كلب إبن كلب !

عاد الرفيق وتابع الرجال سمرهم فعرضت للآخر حاجته فقام يقضيها، فبادر المضيف الآخر: كيف رفيقك ؟ فأجاب: كلب إبن كلب !

عاد صاحب الحاجة فتركهما المضيف وخرج ف- “تلقمصا” انتظارا للعشاء فموعده قد أزف ولا بدّ أن المضيف راح يأتي به، وبعد فترة طالت عن المعتاد عاد المضيف بقصعة مغطاة وضعها أمام الضيفين الرفيقين فاقتربا قبل أن يدعوهما حتى، قائلين:

تفضّل بارك على خيرك !

فأجاب: لا ! هذا خيركو المباركة عليكو !

فما كان منهما إلا ومعا يبسملان مادين الأيدي مسرعين وربما من فرط جوع نازعين الغطاء وإذا بالقصعة مليئة بالعظام وقبل أن ينبسا ببنت شفة بادرهما:

هذا عشاء الكلاب أولاد الكلاب ! يا كلوا يا انقلعوا وعوّوا وانتو طالعين! “.

عزيزي القاريء العربي إقبل اعتذاري لتفقيعك كوني انتمي لأحد هذه الأطر وأعذرك إن خطرت لك كذلك حكاية “ستّك”. وإن كنت حزبيّا أو حركيّا فإرجوك أن تهمس في إذن قيادات حزبك أو حركتك ومحررّي مواقعها أن يرحمونا من هذا الحب والاحتضان “الدببيّ”، فأساسا ما عندنا أصوات تحرز وإذا مش مصدق إسأل دكتور علوم سياسيّة محاضر في إحدى كليّات الضفة الغربيّة مناوب في الجزيرة باحث في السلوك الانتخابي للعرب الدروز !

ومع هذا أرجوك ألا تتمادى في التأفف وامسحها في ها-“الدقن” وتذكّر وربما تعذر حينها، أن عندنا حركة إسلاميّة جناح شمالي وعندنا حركة إسلاميّة جناح جنوبي وعندنا أبناء بلد جناح فلان وأبناء بلد جناح علّان عدا عن معسكر أبناء البلد في التجمع وفي تجمع أصلاني وفي تجمع من الدخلاء “كالكوشيين – جريا على المقولة الكوشي عمل اللي عليه الكوشي يستطيع أن يذهب”، وعندنا سكرتير حزب شيوعي وعندنا سكرتير جبهة وعندنا في البقيعة وفي طمرة فرع جبهة جناح حسين وفرع جبهة جناح حسن، وعندنا الحزب الديموقراطي العربي وعندنا الحزب القومي العربي. وعند أبناء شعبنا في ال-67 جبهة شعبيّة لتحرير فلسطين، وجبهة شعبيّة لتحرير فلسطين- قيادة عامة، وجبهة ديموقراطيّة لتحرير فلسطين، وعندهم فتح العاصفة وفتح الانتفاضة وفتح الإسلام.

وأنت لا تقبل ولا يهون عليك أن يكون العرب الدروز إلا جزء لا يتجزأ من هذا الشعب أليس كذلك ؟!.

أبعد كل هذا أأنت بحاجة لبيّنة أقوى من هذه إثباتا على أن الدروز عرب أقحاح ؟!

وانتظر البيان القادم من الحركة الشعبيّة الدرزيّة لتحرير الجولان !

طلال الحلبي

الحركة الشعبيّة الدرزيّة لتحرير جبل الدروز

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*