رسالة مفتوحة إلى السادة المحترمين
الصحفي وديع عواودة …
والبروفيسور ماجد الحاج…
والدكتور نهاد علي…
رأيت من المناسب أن أخاطبكم وعبر وسائل الإعلام لائما، فقد ارتكبتم جناية لا تغتفر في حقّ جريدة لبنانيّة ومحرريها وكتابها هناك ومراسليها هنا وبحق صحيفة محليّة ومحرريها وكتابها، وأعضاء الكنيست مجلي وهبة وأيوب القرا، وفي حقّ العرب الدروز وحركاتهم الوطنيّة الفاعلة ضدّ تجنيد شبابهم الإجباري !
الحركات الوطنيّة الفاعلة ادعت وعلى مدى سنوات أن رفض الخدمة بين الشباب في تصاعد وخصوصا في العقد الأخير وإن نسبة الرافضين بدأت تقارب ال-%50، فاعتبرها البعض مزايدة وهدفها تجميل الوضع. وما أن بدأت هذه الحركات وبالذات ميثاق الأحرار العرب الدروز تنشر تباعا قوائم بأسماء الشباب القابعين في السجون العسكريّة، حتى هبّ أيوب القرا ومجليّ وهبة يعلنون أن العكس تماما هو الصحيح إذ إن نسبة المتجندين من الشباب الدروز تفوق تلك بين اليهود وتصل إلى 84% إذ جاء أن النسبة بين اليهود 80%، علما أن الناطق الرسمي للجيش رفض بشكل قاطع رغم توجه الكثير من الصحافيين الإفصاح عن معطيات تخصّ الدروز.
وفجأة تطلع علينا الصحيفة اللبنانيّة لتثبت أن “تحالف” جنبلاط وسعيد نفاع لم يؤدي إلى تنامي ظاهرة الرفض لا بل أنها تشهد تراجعا، ب”دراسة” بيّنتُها تبنّي معطيات القرا ووهبة التي زودها بها مراسلوها فلسطينيو الجذور في الداخل. ومؤخرا فاجأنا مراسل الصحيفة المحليّة في مقابلة مع شخصيّة درزيّة بتبنيها هذه النسبة، اللهم إلا أن الصحيفة اللبنانيّة كانت أدق في التبني من المحليّة فقد نقلت هذه أن نسبة المتجندين 87% بزيادة ليست طفيفة %3 !
السيّد وديع عواودة المحترم…
لا أعرف أهدافك ولا ما تخبئه عندما تروح تفتش وتتابع أبحاث مؤتمر “هرتسليّا للشؤون الاستراتيجيّة” في دورته الثامنة، وتكتب تقريرا مفصّلا في صحيفتك عن أحد مواضيع البحث في المؤتمر والذي كان تحت عنوان: ” معيار الشعور بالوطنيّة الإسرائيليّة لدى فئات المواطنين المختلفة”، وتفيدنا “على ذمتك” أنّ معيار الشعور بالوطنيّة الإسرائيليّة لدى العرب الدروز تدنى في العقد الأخير من 4 نقاط من أصل 6 إلى 1,6 (واحد فارزة ستة) نقطة من أصل 6 نقاط، وأنه لأول مرّة منذ فرض التجنيد الإجباري تتعدى نسبة المتهربين من الشباب العرب الدروز ال-%50.
فكيف لك وأنت الصحفي المتمرس الحامل أمانة صحفيّة أن تنقل هذه المعطيات ومن “حيالله” مؤتمر وتتجاهل معطيات القرا ووهبة وزملائك في الصحيفة اللبنانيّة والمحليّة؟!! فيعلم الله ما هي نواياك وماذا تخبيء، وكلها يمكن أن تغتفر، ولكن أن تسوّد وجه الدروز وتتهمهم اعتمادا على مؤتمرات غير مهنيّة وغير نزيهة كمؤتمر هرتسليا للشؤون الاستراتيجيّة، بتنامي رفض الخدمة والتقليل من شعورهم الوطني الإسرائيلي فهذا كثير؟!! خصوصا وأنك تتجاهل ويبدو عن سبق إصرار مصادر مهنيّة ونزيهة لا تشوبها شائبة لغرض في نفسك، كأعضاء الكنيست هؤلاء وزملائك الصحافيين والمراسلين الخارجيين والمحليين !!!
أمّا أنتما أيها الأكادميّان الباحثان المحترمان…
البروفيسور ماجد الحاج والدكتور نهاد علي…
كيف لكما أن تدرسا وعلى مدى ثمانية أشهر الطائفة العربيّة الدرزيّة وأحوالها وبعد مرور 60 سنة على قيام “دولتنا” و-55 سنة على فرض قانون التجنيد الإجباري على الدروز، وتخرجان بدراسة عن قسم العلوم السياسيّة في جامعة حيفا تدّعون فيها أن 63,4 (ثلاثة وستون فارزة أربعة)من الدروز لا يؤيّدون الخدمة الإجباريّة ؟!!
فدراستكم منقوصة، مع فائق الاحترام، فكيف لم تسألا مراسلي الصحيفة اللبنانيّة أو تقرآ دراستها المكتوبة بقلم صحفيّ لامع والمرسلة من مراسلين فلسطينيين حتى النخاع من الداخل؟!! وكيف لكما وأين مسئوليتكما الأكادميّة وأنتما تتجاهلان وعن سبق إصرار وترصّد المعطيات التي لدى المحرر الجهبذ للصحيفة المحليّة أنّ %87 من الشباب يتجنّدون، فكيف يتساوى معطى دراستكم مع معطى مصادره؟!!
بتصرفكم هذا أخطأتم للأمانة الأكادميّة أولا، وارتكبتم في حقّ الدروز جناية لا تغتفر بتسويدكم وجوههم أمام الدولة!!!
مع فائق الاحترام
المحامي سعيد نفاع – ميثاق الأحرار العرب الدروز