بيروت 15 تموز 2009
الأخ العزيز سعيد نفاع المحترم
تحيّة طيّبة وبعد
سرني جداً قراءة رسالتك وخصوصاً انها شملت توضيحات لمسائل عديدة لم أكن اعرفها، كما انها تضمنت وجهات نظر عدة، بعضها اوافقك عليها وبعضها الآخر احترم وجهك نظرك فيها لكني أخالفك فيها.
الواقع ان الرسالة التي وصلت عبر موقع “ورقستان” هي عبارة عن تحقيق نشر في جريدة “الأخبار” اللبنانية في سياق متابعة لملف التجنيد الإلزامي للدروز في الجيش الإسرائيلي.
انا منذ زمن اردت ان اتواصل معك بهذا الخصوص ولقد ذكرت امام الصديق العزيز عزمي بشارة انني بصدد التحرك في هذا الملف منذ زيارته للتهنئة بتحرير شقيقي سمير، لكن ظروف عزمي التي اعرفها وتعرفها لم تسهم في اللقاء مجدداً لبحث هذا الموضوع.
وهنا يهمني اعلامك اننا في لبنان انشئنا هيئة تطمح ان تكون عربية تشمل مختلف المهتمين بالعمل على ملف التجنيد الإجباري، ولقد تواصلت وتتواصل بهذا الشأن مع جميع المعنيين. وهذه الهيئة لا تكمح للمزايدة على احد لا في فلسطين ولا في لبنان. والاهم انا لا تحرض على رفض التجنيد بل تطمح الى دعم الرافضين والى دعم الهيئات والاحزاب في اراضي 48 التي تعمل على ملف رفض التجنيد. (مرفق ربطاً ملف وثيقة تأسيس الهيئة للإطلاع على كامل رؤيتنا للعمل في هذا المجال).
اما بخصوص الملاحظات التي اوردتها فيهمني ان اوضح بعض النقاط:
- أولا: انا لم اقل ان هناك تراجع في عدد رافضي الخدمة، بل ان هناك تراجع في عمل الهيئات الداعمة لهم والتي تسعى الى مناهضة هذا الواقع على المستوى القانوني والاعلامي والإجتماعي. وهذا الامر الجميع يعرفه خصوصاً في العامين الماضيين.
ثانياً: لقد سبق لي ان قرأت عدة مقالات لك تتحدث فيها عن الاسباب الفكرية التي ادت الى نشوء ميثاق المعروفيين الأحرار وانا اقدر هذه الاسباب ولا شان لي ان اتدخل في هذا الامر وخصوصاً ان الموضوع ليس جديد وكما قلت انت خلفيته فكرية وليست شخصية.
ثالثا: ان الهيئة التي انطلقت في بيروت هي على مسافة من جميع العاملين في ملف رفض التجنيد وتحديداً لجنة المباردة الدرزية، وميثاق المعروفيين الأحرار، وحركة الحرية للحضارة العربية … وغيرها من الاطر. لكننا دون شك نأمل ان يجري التنسيق الكامل بين هذه الاطر خصوصاً في القضايا الرئيسية وفي تنظيم انشطة مشتركة ومساندة لرافضي الخدمة.
رابعاً: انني عندما تحدث عن فقدان الزخم بعد تحولات النائب وليد جنبلاط تجاه المقاومة انما كنتي اعني الزخم العربي واللبناني تحديداً في دعم رافضي الخدمة وليس عن الزخم الفلسطيني وتحديداً عمل الاطر في الداخل. لكن بالتأكيد هناك معيطات اخرى اظن انها اسهمت في بعض التراجع وتحديداً التهديدات العلنية التي اطلقت والاتهامات التي سوقت تجاه اي تواصل يجري مع الخارج من قبلكم وهذا الامر نحن نقدره تقديراً تاماً ونترك لكم تقدير ظروفكم ولا نريد ان نضغط عليكم في هذا المجال.
اما بخصوص النائب جنبلاط فاود اعلامك اننا بادرنا الى طلب اللقاء معه وسوف نجتمع قريباص به لبحث سبل التنسيق المشترك خصوصاً لنه اعطى عدة اشارات ايجابية وفي اكثر من مناسبة، تجاه هذا الموضوع.
خامساً: آمل ان يتم تزويدنا بصور واسماء كل الرافضين للخدمة ليتم نشرها على الموقع الالكتروني الذي انشئناه www.britdamim.org كما نامل ان يتم اعادة تشغيل موقع www.druzemethaq.org المتوقف حالياً لكي يتم الاستفادة من المواد التي تنشر فيه.
اما بخصوص الاستطلاع فهو هام جداً وانا متفاجئ به الحقيقة.
سادساً: لقد التقيت بالنائب جمال زحلاقة وعدد من ممثلي الأحزاب والجمعيات الفلسطينية في الداخل لخلا مؤتمر جنيف حول مناهضة العنصرية وحملت الجميع سلامي لك ولكل من يسال عنا. ولقد ذكر لي الأخ عبد عنتباوي انك بصدد اصدار كتاب يوثق المرحلة الماضية حول تجارب رفض التجنيد الإجباري فماذا جرى بهذا الخصوص؟
سابعاً: بخضوص الاخ احسان مراد وحركة الحرية للحضارة العربية. فإنني ارى ان هذه المجموعة الشابة لديها مستقبلها في العمل النضالي السياسي والقومي، وانا دائماً اشجعهم على استمرار في العمل والنضال. لقد بادر احسان الى دعوة عدد من الهيئات وتم تشكيل هيئة محلية لدعم رافضي الخدمة. وبالفعل يحضر في اجتماعات هذه الهيئة عدد من الشخصيات بينهم الشيخ رائد صلاح والمطران عطا الله حنا.
ولا اعتقد ان احداً يسعى الى التطاول على احد ولا الى النيل من مسيرة وتاريخ احد. وهذا الامر اساسا ان حصل يصغر قائله وفاعله ولا يكبره. لذلك اذا كان لديك ملاحظات اكثر تفصيلية حول موضوع التطاول لا سامح الله من قبل اي احد تجاهك شخصياً او تجاه الميثاق فآمل ان تشير اليه لكي يكون لي موقف واضح منها.
ثامناً: بخصوص ملاحظتك حول العمل على رفض التطوع في الجيش وكذلك رفض الخدمة المدنية. فإنني لا اعرف جيداً ماذا يجري بهذا الخصوص لكني آمل ان يتم تكثيف الجهود بهذا الشأن. لكن اسمحي ان اشير الى ان عدم القيام بجهد في موضوع التطوع في صفوف السنة والمسيحيين لا يعني ان لا نقبل بان تتدخل او تتبنى شخصيات سنية او مسيحية دعم رافضي الخدمة الالزامية في صفوف الدروز بل على العكس يجب الترحيب بأي موقف داعم.
تاسعاً: بالنسبة لما يسمى يوم “الجندي الدرزي” أو “استغلال المقامات” للاحتفالات في هذا السياق على يد مؤييدي الخدمة الإجباريّة، فانني اخالفك الرأي تماماً وانا ارى انه هناك علاقة موضوعية وترتبط تماماً بملف الجنيد. وهنا اسأل كيف توف “يوم الجندي الدرزي” انه منسي في الوقت الذي يجند المئات لا بل الآلاف من جميعة رفاهية الجندي – الفرع الدرزي لتنظيمه وجمع التبرعات له. وكيف يقتصر على قلة ونحن نرى الصور على مواقع الانترنت تجمع آلاف الناس في حرفيش للاحتفال بهذا اليوم المشؤوم.
اما بخصوص المقامات وتحيد مقام النبي سبلان ومقام النبي شعيب فإن هذا الموضوع هو المدخل المهم الذي نستطيع من خلاله اداخل رجال الدين في لبنان وسوريا على ملف رفض التجنيد. فللاسف الشديد ومن خلال التجارب السابقة يتحجج رجال الدين والمرجيعات الدينية في لبنان وسوريا بانهم لا يريدون التدخل في موضوع رفض التجنيد لانه سياسي . لكن مااذا سيكون موقفه من استخدام المقامات لاغرا سياسية وعسكرية وهل يطوعهم ضميرهم وحسهم الديني على اقبول في هذا الشان ؟؟ ومن هنا نحن قررنا ان نزرو فضيلة الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين وبقية المرجعيات وان شاء الله سوف يكون له موقف في وضوع استخدام المقامات وانا اعتقد ان لهذا الموقف صدى كبير لدى الجميع. وعلى كل حال هذه وجهة نظري واذا كان لديك رأي ىخر حول الموضوع فآمل ان تكتب لي وتوضح.
تحياتي
بسام القنطار