فاتحة: ترشّح الكاتب في العام 1989م لمجلس بلده المحلّي للعضويّة والرئاسة برئاسة قائمة وطنيّة؛ “أبناء الزبود- تحالف الجبهة وقوى وطنيّة غير حزبيّة” وفاز. شغل من العام 1989-1991 موقع نائب رئيس المجلس المحليّ، وفي الأعوام 1292-1993 موقع رئيس المجلس المحلّي. المسيرة هي استعراض للانجازات الكبيرة التي حقّقها الكاتب في موقعه هذا، وفي مقدّمتها المنقولة أدناه تحذير من أن تعود الأمور قي البلد القهقرى، وخصوصًا أنّ نجاح قائمة وطنيّة في الانتخابات ولأول مرّة ووصول الكاتب إلى عضويّة ورئاسة المجلس بقائمة وطنيّة غير عائليّة شكّل نقلة نوعيّة وولادة لإنجاز سياسيّ هام في الحياة السياسيّة المحليّة كان يجب تعزيز هذه النقلة ورعاية هذا المولود لما في ذلك من مصلحة عليا للبلد تحدّ من تفاقم وسلبيّات النظام العائليّ.
الباب الأوّل- مقدّمة
_الوليد** نما واشتدّ ساعداه لا تعطوا الفرصة لقتله!
_ والمسؤوليّة شاقّة في واقع قتل القيم!
أوّلا: إنّ الواقع الذي نعيشه صعب، فالقيم التي كدّ أجدادنا لغرسها فينا قتلناها نديّة على مذبح الماديّة، فبات الكسب الروحي شعارًا وغطاءً وصار الكسب الماديّ الدين والديدن. في خضمّ هذا الواقع يبحر المركب، والبحّارون عظاميّون أو قدريّون والقلّة عصاميّون.
فالأوائل: نحن والحاشية ولتهنأ الحيتان.
الثواني: نحن حتّى بدون الحاشية ولتدعُ الحيتان القروش إلى الوليمة.
التوالي: الركّاب ونحن فتستشرس الحيتان والقروش، والركّاب يتراكضون للجانب المجاري للنوّ بدل المواجه للنوّ (العاصفة البحريّة).
والله وحده يعرف متى، كيف وبمن سيصل المركب للشاطئ، هذا إذا وُجد الشاطئ، خصوصًا وإنّ الركّاب بأغلبيّتهم أضعف من أن يقوموا ليقوم الله معهم، وإن نوَوا أقعدهم قتلة الغرسة المحتفون ببلع رفاتها، والغريب العجيب جلّهم يقعدون صاغرين، والأنكى يرفع البعض الكؤوس ترحّمًا ويستمر احتراق الشموع لتضيء حياة وليد رحم الأطفال.
**التغيير الذي حصل في قيادة المجلس المحلّي بعد عقود.
ثانيّا: أردت هذه المقدّمة الفلسفيّة ليس سفسطائيّة إنّما تعبيرًا عن واقع، أو محاولة لتأكيد واقع، لعلّ في الأمر لفتة لمن باستطاعتهم المساهمة في نمو الوليد أن لا يبخلوا، خصوصًا وإنّ الظروف مؤاتية والقادرون كثيرون عليهم فقط التشمير عن السواعد لا الانطواء يأسًا أو انتفاعيّة زائلة.
الوليد نما وترعرع رغم الصبّار ورغم البلّان، رغم المحاولات الكثيرة لقتله، ليس غريبًا أن يحاول البعض اليوم وقف نموّه وهؤلاء من أرادوا قتله قبل أن يولد ففشلوا، فيجدّدون المحاولة للقضاء عليه قبل أن يلتفّ ساعده. أمّا الغريب أوّلا، الذين ساهموا في الولادة، لكنهم على ما يبدو ندموا، فيخرجون اليوم بتبريرات شتّى لليّ ساعديّ الوليد مسهّلين مهمّة المتربّصين به لقتله، وليس جرم القاتل بأصعب من جرم المُسهّل القتل.
ثالثًا: التناوب\ الروتاتسيا خطوة حضاريّة واقعيّة في نطاق المحدوديّة… فلا تنسحبنّ عليكم كلّ الادعاءات ضدّها… فليس الوليد مذنبًا إن حاولوا ليّ يديه، من قصّر في حمايته وقعد يتفرّج والوليد يصارع، وعندما انتصر الوليد صار مذنبًا لأنّه قاوم ولأنّه انتصر.
رابعًا: هذه المقدّمة أضعها بين أياديكم…، كوثيقة تاريخيّة حرصًا منّي على المبدأ المقدّس الحقّ في المعرفة، وأضعها جنىً سيكون مرّا للبعض وعلقمًا للبعض الآخر، لكنه عسل نحل ربيعيّ للحريصين فعلًا على أطفال قريتنا الحبيبة.
المهمّ من يمثّلني لا ما يمثّلني في المجلس!
رئيس المجلس المحلّي
المحامي سعيد نفّاع