جذور الميثاق وميثاق الجذور

تماما كما الشجر إن تآكلت جذوره ترنح ثم سقط وسقوطه يكون أسهل إن لم يسند بعضه بعضا  بميثاق حياة، كذلك البشر إن فرطوا في جذور ميثاقهم تآكلوا ليذهبوا في مهب الرياح “قطايع”، ويأتيهم التآكل من الخارجي إن هم تآكلوا من الداخل فعندها لا جذور عميقة  تنفع ولا ميثاق عريق يشفع، والجذور هي الحضارة المربوطة بميثاق مع أهلها إن هم تخلوا عنها تخلّت هي عنهم .

 

نضع بين الأيادي هذه النشرة لتفعل فيها الأصابع فعلها مقلبة صفحاتها لتنطلق حروفها إلى أصغريكم لعل في ذلك تجذير ميثاق بين الكلمة والنفس والعقل يوردنا مصادر حضارتنا العربيّة الإسلاميّة.

 

عندما انطلق “ميثاق المعروفيين الأحرار” مؤسسا لاحقا “جمعيّة الجذور” صاحبة هذه الربيعيّة نقش على علمه: الحفاظ على وتقوية الانتماء الوطني والعروبي للدروز عبر محاربة وكسر كل الحواجز التي وضعت في طريق هذا الانتماء، لتولد الجذور لترسيخ جذورنا الحضاريّة العربيّة التي وصفها طيّب الذكر كمال جنبلاط : “ضمان بقائنا”.

 

ما من شك أن العرب الدروز في البلاد يعيشون في العقد الأخير على الأقل حالة مخاض هي الأصعب في تاريخهم مع دولة إسرائيل، تثبت ذلك الأدبيات التي تُنشر مؤخرا والمعتمدة على الوثائق من “الإرشيفات” الصهيونيّة العسكريّة والمدنيّة، والاستطلاعات العلميّة التي عُرضت مؤخرا في أوائل شباط 2009 في مؤتمر هرتسليا حول المناعة القوميّة والوطنيّة الإسرائيلية وفي أواسط نيسان الحالي في جامعة حيفا في اليوم الدراسي عن الدروز في المرحلة الجديدة.

خلاصة هذه الأدبيات أن الدروز يعيشون كذبة مطالبة قياداتهم في التجنيد في حين أن تجنيدهم جاء من المؤسسة وغصبا عنهم وعن قياداتهم، وانكشاف هذه الكذبة وسقوط الرهان والمراهنين عليها وعلى “منافعها” انعكسا في الاستطلاعين إذ بلغت نسبة المناهضين للتجنيد فوق الال-50% في الأول و-64% في الثاني وأن مدى الأهميّة التي يعطيها الدروز لانتمائهم العربي هي الأخرى بلغت ال-65%.

 

ثمرة هذا المخاض منوطة ب”القابلة”، القوى الوطنيّة العربيّة الدرزيّة والعربيّة بشكل عام، فإن أحسنت التوليد سيكون المولود جذوريأ وإن أساءت سيكون المولود مسخا يسيء إلى أهله وأهل أهله.

 

هيئة التحرير

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*