ميثاق المعروفيين الأحرار محطات في المسيرة .

مقدمة:

طبقا للمعايير المتعارف عليها لتقييم حياة أي مجموعة بشرية ، نحن العرب الدروز في البلاد نعيش مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وأي محاولة لتجميل الوضع هي محاولة بائسة. مأساتنا هي في تخلخل انتمائنا إلى جذورنا الحضارية الصحيحة، وناتجة عن عامل خارجي متمثلا في السلطة وتعاملها معنا وسندها القوي بين ظهرانينا ، وعن ضعف في القوى الوطنية ،ونحن منها،التي لم ترقى إلى مستوى التحدي نتيجة لأخطاء أستراتيجيُة ،لم ننتبه إليها حينها.

” الميثاق” حاول أن يرتقي إلى مستوى التحدي مستفيدا من دروس الماضي، خصوصا وان أعضاءه بغالبيتهم من طلائع القوى الوطنية ويتحملون نصيبهم من عدم الارتقاء هذا. وذلك بالعمل على تصحيح المسيرة حسب ما يعتقده الأصح دون أن ينتقص من قناعات الآخرين .أما  أهم محطات المسيرة منذ الانطلاق:

 

أولا؛البحث عن إطار وحدوي :

هبة أكتوبر 2001 أظهرت مدى الغربة التي نعيشها نحن العرب الدروز عن محيطنا الحقيقي ،فكان لا بد من التنادي وبودر لمناداة كل القوى الوطنية بغض النظر عن انتماءاتها الفكرية لبحث إيجاد إطار وحدوي للعمل ، لكن النداء فشل رغم المحاولات لأشهر.

 

ثانيا؛ تأطير الميثاق :

بعد فشل المبادرة تأطر العديد من الشخصيات الوطنية بإطار” ميثاق المعروفيين الأحرار”  مع إطلالة سنة 2001 ،وتابع عبر تأطيره مسيرة الوفاق التي انقطعت كليا في آذار من نفس السنة .وحيث أن الميثاق كان قد رأى أن خرق الحصار المفروض علينا منذ أل-48 والتواصل مع أهلنا في الخارج هما ضمانة لتصحيح المسيرة،انطلقنا نحو اللقاء بالحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني .

 

ثالثا؛ لقاء عمان 19-21 أيار 2001 :

عقد اللقاء الأول في عمان الأردن بين وفد الحزب التقدمي الاشتراكي ووفد الميثاق .حضره من الجانب اللبناني ألاخوة:

وليد جنبلاط ونائبه دريد ياغي والوزير غازي العريضي وعضو مجلس قيادة الحزب وائل أبو فاعور.

ومن الميثاق ألأخوة:

سعيد نفاع ، حاتم حلبي ، سليمان دغش ،نهاد ملحم ،احمد فضول ، أمين خير الدين وعبدالله شاهين.

تم طرح كل الأمور بمنتهى الصراحة والوضوح ومن منطلق أن وضع الدروز عندنا مأساوي وبحاجة لمجهود خاص موحد مع بقية القوى الفاعلة ،أولا لخرق الحصار وتخفيف التشويه ،وتم الاتفاق على برنامج عمل طويل الأمد وبضمنه لقاء موسع في صيف نفس السنة .

 

رابعا ؛ لقاء التواصل القومي عمان-الأردن 20-21 آب 2001 :

ما من شك أن هذه المحطة كانت مفصلية في مسيرة العرب الدروز ألوطنية .فمشاركة قرابة أل-100 شخصية وبحضور بارز لرجال الدين،ومشاركة وفد رفيع المستوى من الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني ضم : رئيس الحزب الزعيم وليد جنبلاط ، الوزير مروان حمادة ، الوزير غازي العريضي ، الوزير السابق أكرم شهيِب ، النائب أيمن شقير ، أمين سر الحزب المقدم شريف فياض ورئيس منظمة الشباب وائل أبو فاعور. هذه المشاركة أضفت على اللقاء عمقا وبعدا، وقد حقق هذا اللقاء الكثير من الأمور ومنها :

1-انطلاق مسيرة التواصل وخرق العزلة الأمر الذي شكل وما زال دعامة قوية للقوى الوطنية العربية الدرزية .

2-الحضور الأعلامي الواسع الذي رافق اللقاء أبرز الوجه الآخر للدروز ، وما زال هذا الحضور مستمرا حتى اليوم .

3– إقرار العمل على عقد مؤتمر وطني ضد التجنيد والتجند داخل عرب البلاد .

4-العمل على توحيد كل الأطر الوطنية الفاعلة على الساحة الدرزية على الأقل لعمل مشترك .

لتنفيذ البندين الثالث والرابع جاءت المحطه الخامسه.

 

 

خامسا؛ مبادرات الوحده:

بادر الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه شخصيا الزعيم وليد جنبلاط، وبمساعدة تجمع أبناء معروف في الأردن، وعلى مدار الفترة بعد لقاء التواصل – عمان أب 2001 لعقد سلسله من اللقاءات بين الحزب التقدمي الاشتراكي ووفود عن لجنة المبادرة وحركة المبادرة والميثاق، أسفرت عن اتفاق لعقد لقاء مشترك يوم 9/3/2002 ، لبحث برنامج عمل موحد خصوصا وان الأهداف واحده وان اختلفت المنطلقات. عشية اللقاء ورغم الاتفاق تغيبت لجنة المبادرة معتذرة بعد ان كانت أعلنت موافقتها على المشاركه. رغم ذلك بادر الشاعر سميح القاسم وعلى ضوء هذا اللقاء الذي شارك فيه لاجتماع توفيقي في بيته، عقد هذا الاجتماع بحضور ممثلي الأطر الثلاثه ووقع اتفاق مشترك فشل تنفيذه.

 

سادسا؛ جمعية الجذور:

سجل الميثاق جمعية الجذور للحفاظ على وتقوية الجذور الحضاريه للدروز في البلاد. افتتحت لها مقرا منه تنطلق ببرامجها نحو هدفها الاساس.

 

سابعا؛ استمرار التنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي:

التنسيق مستمر ودائم بين الميثاق والحزب التقدمي الاشتراكي، وعقدت حتى الآن العديد من اللقاءات لأكثر من مره سنويا لمتابعة المسيرة وآخرها لقاء باريس كانون أول 2004 بالرئيس وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي وعضو مجلس القياده وائل أبو فاعور.

 

ثامنا؛ الندوة الصحافية نادي الصحافة العربي باريس:

اختراق وسائل الأعلام العربية والعالمية لأعلاء الكلمة الوطنية العربية الدرزية مهمة ليست بالسهلة، خصوصا على ضوء التضليل الكبير والدور الذي تقوم به وسائل الأعلام الأسرائيلية والمغرضة بهذا التضليل عبر أزلامها. هذا الاختراق استمر منذ لقاء عمان، ولا شك أن استضافة نادي الصحافة العربية لوفد الميثاق في مقر الصحافة الأجنبية –راديو فرنس- 1، شكل نقطة أخرى في طرح قضيتنا الوطنية على الساحة العالمية كذلك.

الخلاصة:

الميثاق وعبر عمره القصير حقق أكثر بكثير مما كان يتصور عند انطلاقته، والمحطات أعلاه عينه من العمل الذي يقوم به. تجدر الأشارة إلى الدعم الذي يعطيه الميثاق ل-“لجنة التواصل الدرزية” في مسيرتها للتواصل مع الأهل في سوريا ولبنان عبر زيارة الأماكن المقدسة، وقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك في اروقة المحكمة العليا،     بفضل الموقف القومي الإنساني للقيادة السورية.

ولا بد من الأشارة أخيرا أن الميثاق استطاع أن يدخل كل قرية من قرانا، حتى تلك التي كانت “مستعصية” أمام العمل الوطني، وله اليوم فروع ومؤيدون في كل قرانا.

ألمأساة عميقة والمسيرة طويلة والوحدة، على الأقل وحدة العمل، مطلوبة . الميثاق لم ولن يفوت أي فرصه للعمل المشترك نحو تحقيق الهدف الأسمى، هدف تثبيت هويتنا العروبية وإزالة كل معوقات هذا التثبيت ابتداء من التجنيد الأجباري وانتهاء ب-“التدريز” التجهيلي. ولنا وإياكم محطات ومحطات .

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*