حقيقة أنّي فوجئت جدّا بنشر الرّسالة وإن كان ذلك مقاطع منها، وهذا أساء للهدف من وراء الرّسالة المُرسلة لشخص الشيخ للاطلاع ولمن يرى هو من المناسب أن يطلعه عليها. النشر حوّل الرّسالة إلى مجرّد موقف صحفي أفقدها كلّ جديّة ووضعها في سياق “مناكفات” على الساحة وأبدا لم يكن هذا الهدف.
وبغضّ النظر فقد علمت أن الزّيارة قائمة ومنسّقة مع جهات مختلفة، والمشكلة عندي وعندنا في الحركة الوطنيّة للتواصل ليس مع الزّيارة عينيّا، فليزُر من يشاء، بقدر ما هي مع أبعادها على مشروع التواصل، كمشروع وطنيّ قوميّ وفقط بعد ذلك مذهبي وأهلي. أن “يتعامى” البعض عندكم، ومن أي مستوى كان، عن ذلك هذا هو المفاجئ والمؤلم في نفس الوقت والمخيّب للآمال.
الكثير يمكن أن يُقال في هذا السّياق ولكن “خير الكلام ما قلّ ودلّ”. لم أتخيّل يوما أن مثل هكذا “تواصل” كان يُمكن أن يخرج إلى حيّز الوجود لا بالوساطة هذه ولا تلك، كون التواصل مثلما فهمناه ونفهمه، أكبر وأهم من كلّ “سياسة” آنيّة قصيرة النظر كرمى لفلان أو علّان من الناس سوريّ وغير سوريّ، والذين لا يفقه شيئا عن الساحة الدّاخليّة عندنا وأي مشاريع صهيونيّة نواجه، ولا حتّى الانتماءات الحزبيّة والفكريّة للأطر “التواصليّة” المختلفة التي يتعامل معها.
هذا كان المتوخّى من الرّسالة، وقد أفقدها النشر الأهميّة المتوخاة.
أتمنى أن تكون الرّسالة وصلت على الأقل للشيخ قبل النشر، وأتمنى أن يصله تعقيبي هذا وأن تنسّق تواصلا مباشرا بيني وبينه.
تحيّاتي
وإلى مزيد من التعاون