لشمس لا تغطى بغربال- مداخلة في كتاب العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى ال-48 للمحامي والنائب سعيد نفاع بقلم – مالك حسين صلالحه*

ان معرفة الحقيقه شيء مؤسف ولكن المؤسف اكثر ان تعرفها وتتجاهلها
تشوهها.

وهذا ما حاول فيه زميلي وصديقي الأخ المحامي سعيد نفاع ابو علاء ان يبرزه في
كتابه الأخير العرب الدروز والحركه الوطنيه الفلسطينيه حتى العام 48 ..اذ لا
يعقل ان يسكت عن الحق سوى انسان جاهل او شيطان وما اكثر الجهلاء
والشياطين بين ظهرانينا
.. اولائك الأنتهازيين والزئبقيين الذين اتبعوا ولا زالوا يتبعون سياسه مع
الحائط الواقف..فيغيرون مواقفهم وآرائهم بسهوله مثلما يغيرون ملابسهم..*

*فكم كان حري بهم ان يغسلوا قلوبهم ولوه مره في العمر كما يغسلون وجوههم
وايديهم في كل يوم ..وان ينطقاو بالحقائق كامله بدل النطق بانصافها او محاولة
تزويرها.*

*فنحن كعرب وموحدين في هذا الشرق لنا تاريخ انصع من بياض الثلج..*

*ومواقف شرف وعزه تزين رأس كل شريف.. فأن كان هنالك قلة لا تذكر ممن
تخاذلت او تعاملت..
فان الغالبه الساحقه لا زالت كما هي.. تسير على خطى الاجداد والاسلاف ..منذ فجر
التاريخ..محافظة على كرامتها مقاومة بصبر وجلادة وشجاعة كل احتلال لان في طياته
ظلم واذلال ومهانة ..رغم قلة عددها ووسائل دفاعها مذكرة العالم بالقول المشهور
للشاعر السموأل بن عادياء:*

*تُعيرنا ان قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل***

*ان ما يؤلم المؤلف في دراسته هو محاولة السلطة واتباعها ( خلق “تأريخ ” للعرب
الدروز في البلاد يبرز دور القلة ممن تعاونوا مع الحركة الصهيونية متناسية
ومتجاهلة كلية وعن سبق اصرار تاريخ السواد الاعظم من هذا الشعب وخاصة الموحدين
الدروز )*

*وهذا ما اكده الصديق **د. بطرس دلة** **في تقديمه للكتاب حيث كتب :*

*” نحن نعتقد ان الكاتب بذل جهودا جبارة في دراسة المصادر واجراء مقارنة فيما
بينها ..وتوصل الى استنتاجات هامة يجب ان يعرفها ويعيها كل دارس وكل من تهمه
الحقيقة التاريخية عن دور العرب الدروز الوطني والمشرف في حرب فلسطين “..*

*كم ان هناك مداخلة نقدية للناقد والاديب الصحفي الاردني الزميل والاخ **سلطان
حطاب** جاءت في مستهل الطبعة الاولى للكتاب والتي صدرت في عمان الاردن في
حزيران 2009 كانت قد نشرت في صحيفة الرأي الاردنية ..حيث جاء فيها –*

*( الكتاب يرصد بالوثائق والصور المتاحة فترات مبتكرة من النضال الوطني
الفلسطيني الذي بدأ منذ قرن ونصف لمواجهة مخططات الحركة الصهيونية ..وكيف
استهدف الدروز وهم جزء من الشعب الفلسطيني وأمتهم العربية بتزوير هويتهم وطمس
مواقفهم ومحاولة شقهم عن تراثهم الحضاري والتاريخي واظهارهم كأقلية مستهدفة
لجعلهم في حالة تصادم مع محيطهم وشعبهم في فلسطين بعد عام 1948.)*

*وقد قسم المؤلف كتابه الى 23 فصلا ابتداء من الفصل الاول – العرب الدروز لمحة
تاريخية – الذي القى فيه الضوء على نشأة المذهب التوحيدي وتوافقه واختلافه مع
باقي المذاهب الاسلامية والديانات الاخرى ..*

*ثم يليه بتسلسل الاحداث التي جرت مع هذه الاقلية في البلاد من بداية المصادمات
والتماس بين اليهود والدروز ..الى اجلاء الفلاحين عن قراهم كما حدث في الجاعونة
والمطلة ..الى مصادرة الاراضي بالسمسرة والترهيب ..انتهاء بوعد بلفور وتبعاته
..الى المؤامارات التي حيكت بعض القيادات العربية ثم القاء الضوء على مشاركة
الدروز ودورهم في الثورة والكفاح المسلح عام 1936..*

*ثم يتطرق المؤلف الى وضع خطة الترحيل ” الترانسفير ” ومحاولة بعض العملاء
تجنيد المغفور له سلطان باشا الاطرش ..المناضل الوطني الكبير وقائد الثورة
العربية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي البغيض وكيف افشل هذه المؤامرة ناصحا
وحاثا العرب عامة والدروز خاصة بالبقاء والموت في وطنهم والتشبث بترابه بدل
النوح والعيش بمذلة كلاجئين في بلاد الغربة ..!! هذه الرؤيا التي تجسدت حقيقة
من خلال ما نراه من معاناة الاجئين في البلدان المجاورة .. وابراز كل محاولات
الصاق التهم الجائرة ووضع اللوم على فشل مهمة جيش الانقاذ وانسحابه والقائها
على كاهل الشرفاء من المقاومين ومن بينهم بني معروف الدروز ممن ابلوا البلاء
الحسن والمقاومة الشرسة وعلى راسهم المناضل شكيب وهاب في معركة هوشة والكساير
واضطراره بالانسحاب في اعقاب جيش الانقاذ الذي تخلى عنه ولم يمده بالمؤن وبالرجال
والعتاد والذخيرة *

*الى ان ينهي الكاتب كتابه بخاتمة جاء فيها-*

*” نحن نفترض الا يُكتب عن دور شريحة من شرائح الشعب أي شعب في مسيرته النضالية
ونما الكتابة عن الشعب بأكمله ..فمصيبته واحدة ونضاله واحد …حيث ياتي هذا
الكتاب / الدراسة ليُخرج من بواطن الكتب التاريخية الحقيقة عن دور الدروز في
الحركة الوطنية الفلسطينية حتى النكبة ..ولا يجيء من بابرد ادانة وانما دحض تهم
جماعية ..فليس الدروز مدانين لمجرد كونهم كذلك وعليهم ..وعلى عكس المتعارف
..اثبات البراءة خصوصا امام أولائك النسّاجين لاغراض في نفس يعقوب “*

*واخيرا اترك الفرصة امام القارىء الكريم لقراءة هذا الكتاب وسبر اغواره
للاطلاع على الحقائق برمتها وليس انصافها ..ليحكموا الضمير قبل اصدار الاحكام
والتهم الجائرة والمغرضة( ولينزعوا القشة عن اعينهم قبل نزعها من اعين الاخرين
) هذه التهم التي لا تمت الى ارض الواقع بصلة لان الشمس لا تغطى بغربال..وكفى
لبني معروف شهادات الشرفاء من هذه الامة امثال الشاعر الكبير الرصافي والتاقد
الشاعر المعروف مارون عبود وامير الشعراء شوقي حين قال –*

*وما كان الدروز قبيل شر وان أُخذوا بما لا يستحقوا *

*ولكن ذادة وقراة ضيف كينبوع الصفا خشنوا ورقوا *

* ولنتذكر مطلع القصيدة للمجاهد زيد بيك الاطرش اثناء الثورة العربية الكبرى
حين نفيوا الى وادي السرحان وذاقوا الامرين والتي غنتها المطربة المعجزة اسمهان
–*

*يا ديرتي مالك علينا لوم يا ديرتي لومك على من خان*

*حنا روينا سيوفنا من القوم مثل العدو ما نرخك باثمان *

*والله من وراء القصد*

بيت جن 29/9/2010

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*