صعب جدّا أن يقيّم (يقوّم) كاتب شاعرا، ووجدت المهمّة أصعب حين بدأت أطفو على وجه بحر كلمات أسامة، فوجدتني ايمّم شطر أرخميدس وقاعدة الانغمار (الوزن النوعيّ)، ورحت أشدّ كل نياط القاريء فيَّ كي أكسر القاعدة، لعلّي هناك في العمق أجد ما وراء الكلمات.
وجدتني هناك في الأعماق في هدأتها وفي صخبها، أجد بعض ما يجيش في صدر كيان الكلمات، إذ كان يجب أن أقرأ بتأن ورويّة وهذا ما لم يُتحْه لي الطَّوَفان.
الرساؤلات (رسائل تساؤليّة)، وليس فقط تلك التي تحمل العنوان، أزغلها أسامة في عيون عقولنا ومضات، أو قل زخّات مطر، حادّة ولكنه لم يرد لها أن “تزغلل” العيون فينا.
لئيت كي أكتشف أمام أيّ شاعر أنا… هل أنا أمام شاعر ناقم؟ فيه من هذا. هل أنا أمام شاعر حزين؟ وفيه من هذا. وهل أنا أمام شاعر مستفزّ؟! فيه أيضا من هذا. هل أنا أمام شاعر جريح متألم يائس يحاول أن يقيمَنا من رمادنا؟ ربّما، ولكن ماذا أقول في “المُتململ”، و”جسدي علندى” و”جسدي تفاحة”، أو في “سنكون نحن” و”الأمل” و”المؤامرة”؟! وانطلاق؟!
هل أنا أمام شاعر متمرّد على الريح والرّماد والشعر والشعراء ؟ فيه كلّ هذا!
لست حياديّا ولكني حاولت !
سعيد نفّاع