بيت جن اليوم 05/10/10
الاخ العزيز وليد جنبلاط المحترم
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
رئيس اللقاء الديموقراطي
تحية عروبية وبعد
الموضوع : مسيرة التواصل
بداية نحن نقدر المرحلة الدقيقة التي يمر فيها بلدكم والمسؤوليات الجسام الملقاة على كاهلكم محليا وعروبيا ، لكن تملانا الثقة انكم قادرون على تخطي هذه المرحلة، رغم المخاطر التي تحيق بكم والمثيرة للكثير من القلق عندنا ، فهذا هو دوركم وان صح التعبير قدركم التاريخي .
ثمار المسيرة :
عندما انطلقت المسيرة وبقراركم الاستراتيجي الانفتاح نحونا ، لم نتصور ان تؤتي الثمار وخلال فترة وجيزة من عمرها ، خصوصا وان المسيرة اتت بعد تراكمات على مدى 53 سنة ، وظفت السلطة الاسرائيلية واعوانها بين ظهرانينا الطاقات الكبار لقتل اجيالنا عروبيا عبر عزلها روحيا وجسديا عن محيطها الطبيعي ، محققة اهدافها الى حد كبير ، والتي لم تستطع قوانا الوطنية بامكانتها المحدودة الا ان تحافظ على الجذوة ، خصوصا وان ذوي القربى ساهموا من حيث يدرون ولا يدرون في ترحيلة التغريب هذه .
مسيرة التواصل، والتي وضعناها نحن التيار الوطني القومي هدفا استراتيجيا يرفدنا بالسند لنستطيع ان نبقي الجذوة متقدة ، هذه المسيرة اثارت فينا بانطلاقتها معكم الآمال العراض ، وبدات تؤتي ثمارها اسرع كثيرا مما توقعنا .
لم نجمل الوضع امامكم في لقاءاتنا ، بل طرحنا الحقيقة الماساوية لوضعنا ، تماما مثلما نطرحها لانفسنا ولابناء شعبنا في الداخل اعتقادا راسخا منا ان هذا اقصر الطرق واصدقها للتخلص من هذا الوضع الماساوي ، من العدمية ومحو الذاكرة الانتمائية لنا ولاجيالنا .
منهجة المسيرة :
انطلاقا من المسيرة واعتمادا عليها اتخذنا خطوات حقلية ، أية عودة عنها الى الوراء او تراخ في تطويرها وتنفيذ وتطوير البرامج التي خططت بناء عليها ، سيضرب مصداقيتنا من ناحية ومن الاخرى وعلى نفس الدرجة من الاهمية سيضرب زخم انطلاقتنا .
المرحلة الدقيقة التي مررتم وتمرون بها منذ 04/10/1 بمحاولة اغتيال الشهيد الحي مروان، جعلتنا ” نرفع عنكم ثقلة ” ، اعتقادا راسخا منا ورغم اهمية منهجة التواصل ، ان الذي تمرون به اهم من هذا على الاقل في عز الازمة .
عبر تواصلنا المستمر مع الاخ وائل والذي لا شك حافظ على الرباط رغم الوضع وثقل المهمات الملقاة على عاتقه ، افدنا انه بعد معركة الانتخابات عندكم ستتهيا الظروف للمتابعة . في هذه الفترة تراكمت امور سياسية كثيرة عندنا وخصوصا على ضوء دوركم في الحالة اللبنانية ، وتراكمت معوقات تحد من انطلاقة المسيرة،وصار من الملح الالتقاء المباشر ، ليس بالضرورة شخصيا رغم ان ذلك يشرفنا دائما .
هذا الامر تعذر ترتيبه خلال كل الاشهر الماضية ، وكل المواعيد التي اقترحت فشلت ، وصار الاتصال مهمة صعبة للغاية (فنيا الامر صعب وفي الحالات التي ينجح يتعذر التواصل) الامر الذي مس ويمس بضرورة منهجة التواصل وبالتالي بالثمار المتوخاه .
بناء عليه :
خلال مداولاتنا في هيئاتنا المختلفة للميثاق والجذور ومركز الدعم والتوجيه ، اشد ما يقلقنا حصول جمود في الخطوات التي خطوناها وعدم تنفيذ الوعود التي وعدناها ، لان ذلك سيعود علينا وعلى المسيرة التي انطلقت بزخم والخالقة لبوادر حالة جديدة لم تشهدها صفوفنا على مر سنين العزلة والانقطاع ، بالوبال. او على الاقل سيقتل لفترة مستقبلية طويلة بارقة الامل التي انفتحت على مصراعيها .
اهل مكة ادرى بشعابها فاذا كانت الظروف المفصلية ، من وجهة نظرنا على الاقل،عندكم تستدعي التريث الى حين والوضع يتطلب ان توظفوا طاقاتكم في ساحتكم ، فافيدونا ودون أي حرج حتى نبرمج خطانا وبما يتناسب ، لاننا لانريد ان نعول على غير المستطاع ولا نريد أية انتكاسة للمسيرة وفي سلامتكم سلامة المسيرة .
واخيرا :
رايت ان اكتب هذا الكتاب على ضوء ما تقدم وراحة لانفسنا من الشعور بالاثقال ، خصوصا على ضوء الاتصالات الكثيرة الاخيرة التي لم تثمر، وصعوبتها حينا فنيا وحينا انشغالا .
اننا نقدر عاليا المجهود الذي بذله وائل في تثبيت المسيرة تحت رعايتكم وبدعمكم طبعا ، ولكن احسسنا ونريد ان نشاطركم احساسنا كاصحاب قضية واحدة ، ان المهام الملقاة على كواهلكم في هذه المرحلة الدقيقة بالذات ثقيلة ربما لا تتيح لكم الامكانية بتحمل همنا آنيا ولا نريد نحن ان نضيف عليكم هما وثقلا آ خرين . اذا كان الامر كذلك فارجو ان تفيدونا عبر البريد الالكتروني ، ومرة اخرى دون أي حرج لاننا نقدر تماما الوضع الذي تمرون .
باحترام وتقدير
سعيد نفاع
رئيس ميثاق المعروفيين الاحرار