رسالة الى غسان بن جدو

الأخ العزيز غسّان بن جدّو

مدير فضائية الميادين- لبنان

تحيّة عروبيّة وبعد

 

الموضوع: التواصل، واعتذارنا أمس عن الظهور على شاشتكم

 

أكيد وصل إلى علمك من عامليكم أنّنا كنّا أمس، رئيس “لجنة التواصل الوطنيّة” الشيخ عوني خنيفس والموقع أدناه الأمين العام ل-“الحركة الوطنيّة للتواصل” والتي تشكّل اللجنة أحد مركّباتها، اعتذرنا عن المشاركة في التعليق على منع وفد المشايخ من مغادرة البلاد إلى سوريّة. وتبريرنا كما أفدنا المتّصلين من لدنكم؛ أن مشروع التواصل الذي نحن منه هو وطني قوميّ ولا علاقة لنا بوفود طائفيّة مذهبيّة.

في هذا السياق وددت أن أضعك، كمدير لفضائيّة هامّة في مشهدنا الإعلاميّ العربيّ والفلسطينيّ خاصّة، في “دهاليز” مشروع التواصل لأهميّته في حياتنا، كل العرب بكل شرائحنا، للعلم والمعرفة.

أولا: لا اعتراض لدينا على التغطية التي قمتم بها فهذا حقّكم ودوركم طبعا، وليس هذا سبب الكتابة لك.

ثانيا: مشروع التواصل انطلق في ال-20 من تموز 2000 من الشام، كمشروع للعرب الفلسطينيّين في ال-48 عامة وبالذات أهالي اللاجئين، كمشروع وطني قومي إنساني- أهلي.

ثالثا: عام 2003 طورنا هذا المشروع وبدأنا بعقد مؤتمرات تواصليّة قوميّة، وبتشكيل وفود دينيّة ومهنيّة، إضافة للزيارات العائليّة الأهليّة. على المستوى “الدُّرزي” كان العرب الدروز جزءا من هذا المشروع تماما كبقيّة أبناء شعبنا.

رابعا: على المستوى العربي الدرزي، ونظرا للحالة الخاصّة في تعامل المؤسّسة مع الدروز في فصلهم عن فضائهم العربيّ والفلسطينيّ عبر فرض قانون التجنيد الإجباري وإسقاطاته، قرّرنا في هذا العام أن نخوض معركة قضائيّة ضدّ المؤسّسة حول الحقّ في التواصل، وكانت الشرارة منع الوفد الذي تشكّل حينها (أواخر 2003) للمشاركة في العزاء بالشيخ المرحوم عارف حلاوي.

خامسا: وقفت المؤسّسة الإسرائيليّة على “أرجلها الخلفيّة” في وجه المدّ الذي بدأ قبلا وخلال هذه المعركة وبعدها وبدأ يأتي أُكله في كسر جدران وحواجز العزلة التي فرضتها سنوات على العرب الدروز فلسطينيّا داخليّا وعربيّا خارجيّا، وهذا باعتراف معاهد البحث الإسرائيليّة وفي مقدّمها مؤتمر هرتسليا للشؤون الاستراتيجيّة، وخصوصا وقد كسرنا هذه الجدران عنوة بعد أن فشلنا في المعركة القضائيّة بوفود تحدّت، قدتُ أهمها عام 2007 أنا الموقع أدناه.

سادسا: الشيخ رئيس “وفد أمس” كان انضمّ في فترة لاحقة للمشروع فقدّمناه، إلا إنه ولشديد الأسف ومعه رهط قليل انشقّ ففصلته اللجنة من صفوفها (بأكثريّة 22 عضوا من 27) وجاء ذلك عام 2009 وفي عزّ المعركة التي خاضتها المؤسّسة بأذرعها الأمنيّة المختلفة ضد المشروع وضد الموقع أدناه شخصيّا وفي كلّ المواقع، والتي انتهت كما تعلم بالحكم عليّ – الأمين العام للحركة – بالسجن سنة ونصف فعليّة، ونصف سنة مع وقف التنفيذ، وتجريدي من رخصة مزاولة مهنتي- المحاماة- لثلاث سنوات.

سابعا: المذكور أخذ “تواصله”، مستغلّا رغبة الناس في رؤية أهلهم، في اتجاه طائفيّ وكدعم له في نزاع على مراكز داخل الطائفة الدرزيّة في البلاد، وهذا أبعد ما يكون عن أهداف المشروع الأصليّة الأصلانيّة. وهنا ولشديد الأسف وعلى خلفيّة الأزمة السوريّة وجد له عندكم في لبنان الوسيلة والدعم، من خلال حسابات سياسيّة داخليّة لبنانيّة تجهل – مع الاحترام – أحوال الساحة عندنا، والأبعاد المترتّبة على دعم منشقّين وضرب المشروع بأبعاده الوطنيّة والقوميّة.

ثامنا: من نافل القول، إنه وعندما أسّسنا “اللجنة الوطنيّة للتضامن مع سوريّة” ومباشرة بعد انطلاق الأزمة، لتضمّ في صفوفها رموزا وكلّ القوى الوطنيّة القوميّة وفي صلبها الحركة الوطنيّة للتواصل – حركتنا- ومن كلّ شرائح أبناء شعبنا، لم يكن لهؤلاء أي دور ولم يشاركوا في أي نشاط في هذا السياق لا من قريب ولا من بعيد، ولم ترتفع عقيرتهم إلا عندما كان يصيب “الدروز” في سورية مصيبة.

أخي العزيز!

لا أستطيع في هذه العجالة أن أسرد كلّ ما اكتنف ويكتنف هذا المشروع من مخطّطات مؤسّساتيّة مدعومة بالأزلام، ولشديد الأسف وموضوعيّا بالمنشقّين الفاعلين طائفيّا. ونحن كأقليّة عربيّة قوميّة في أمس الحاجة للعمل الوطني القومي العروبي، لا الطائفي المذهبي وتحت أي ذريعة. الغيرة الحقّة هي على سوريّة البلد وعلى الأهل في سوريّة هي في معلولا وكفريا ودرعا والسويداء ووو… وليس في هذا الموقع الطائفي المذهبي أو ذاك.

لهذه الأسباب مجتمعة اعتذرنا عن المشاركة والتعليق على ما حدث أمس، ورغم إنّا مبدئيّا نستنكر المنع وندين المؤسّسة الإسرائيليّة وبغضّ النظر.

أتمنى للميادين أن تبقى منبرا عروبيّا تنويريّا حرّا.

تحياتي

سعيد نفّاع

6 أيلول 2019

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*