لم يتحمل أعضاء الكنيست ومن كل الأحزاب الصهيونية وحتى رئيسة الكنيست، ما جاء في الخطاب الأول للنائب سعيد نفاع فقامت زوبعة في كل أركان البيت رد عليها نفاع بالضحك قائلا: من المتبع أن لا يقاطع عضو الكنيست الجديد في خطابه الأول احتراما، ولكني لا أطلب احتراما ممن لا يعرفون معنى الاحترام.
وهذا ما جاء في الخطاب:
قبل 40 سنة وبباغي الرابعة عشرة، انفجرت حرب ال-67 وكفتى وقفت على جنبات طريق عكا صفد أصرخ للجنود على مجنزراتهم: “إلى الأمام لدمشق” وبالمقابل رموا لي “الملبّس”. كل هذا رغم أن بعض فروعي التي أطعمتني كانت قد قطعت وعندها جاء القطع النهائي للفرع الذي عليه وأبناء عائلتي نجلس ويطعمنا، أرضنا. هكذا كان في مجد الكروم ومعليا فإذا ما الفارق؟
وبدأت بالأسئلة الصعبة: لماذا؟
لم يكن عندي يومها الإجابات الواضحة، لكن ملأ قلبي القرار أن أكافح ضد قاطع فروع معيشتي، الذي أخذ من والدي الفلاح البسيط مصدر افتخاره ليربينا بشرف. مع الأيام وبوصولي جيل ال-17 استدعيت للخدمة العسكرية، وانتصب في وجهي السؤال:
كيف منع أبي من دخول أرضنا في “مغر الدروز” في الحولة بسبب الخطر الأمني على أمن الدولة، وعلي أنا أن أبدأ تدريباتي في نفس الأرض؟
هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة أخرى أوصلتني إلى هنا في حين أن هذا لم يكن حلم حياتي!
اليوم أنا أقف أتعهد أن أكون مخلصا لدولة إسرائيل وأحترم قوانيها، وفي ظروف غير طبيعية مكان الدكتور عزمي بشارة بعد عبور عاصفة هوجاء على مدى شهر، في خضمها وكذلك عشية البحث اليوم يثور في رأسي السؤال الآتي:
الشاباك صاحب مهمة الدفاع عن الشعب والدولة، يتصنّت على راحته، لعضو الكنيست بشارة أثناء اتصاله بعميل أجنبي وإعطائه المعلومات المساعدة له في حربه مع إسرائيل، وينتظر الشاباك 33 يوما، ويعطيه إمكانية الاستمرار في المساعدة! رغم قدرته المخولة له في قانون حصانة أعضاء الكنيست أن يمنعه ولا يفعل ذلك، وعندها أتذكر مثلنا العربي: “مجنون يحكي وعاقل يسمع”.
خلال هذا الكلام هبّت العاصفة من اليسار واليمين تماما ” كبيت الدبابير”.
أما تتمة الخطاب:
وعندما أتذكر خط ال-300 وما صنعه الشاباك للجنرال يتساك مردخاي، والضابط الشركسي نابسو وما صنعه به نائب رئيس الجهاز فيه، أقول لنفسي:
ها نحن أمام فشل آخر إذا كان السيد فينوغراد لم يفحصه في الجزء السري من تقريره، فها قد أضيف له عمل إضافي!
دمج الموضوعين أعلاه يقوي في قلبي أكثر فكرة ” دولة لكل مواطنيها”. وكل ذلك حتى لا يكون التقرير القادم لوزارة المعارف عن تحصيل خريجي الثانويات، أن:
59% من الخريجين اليهود حاصلين على شهادات تخرج.
وفقط 31% عند العرب ، وحين يقسمهم إلى طوائف لا يكون عند الدروز 17%.
وأخيرا:
ماذا ستفحص لجنة التحقيق التي لا بد آتية في المستقبل؟ إخفاقات أم قصورات أم مصائب؟ وكم من الضحايا سيسقط حتى تقوم؟
كل ذلك في حين أن مبادرة سلام عربية شاملة لأعتراف متبادل وسلام دائم، كفرصة تاريخية” تطرق أبواب إسرائيل دون أن يكلف أحد نفسه بفتح الباب، بل على العكس يضاف إليه قفل فوف قفل. إذا لم يفتح لها الباب وعل مصراعيه، من يعرف على ماذا ستقوم لجنة التحقيق الآتية، إذا كانت ستقوم أصلا.