حضرة النائب الأستاذ سعيد نفاع المحترم
تحية وبعد
نود في الموقع الإلكتروني للحزب التقدمي الاشتراكي أن نجري معك مقابلة تتحدث فيها عن التطورات التي حصلت في الجليل، عذراً إن كنت أستعمل الإيمايل الشخصي وذلك فقط لأنه أسهل بالنسبة لي. هذه المقابلة سوف تنشر على موقع الحزب وعلى موقع الحدث أونلاين
الأسئلة:
هل تعتبر أن أهالي الجليل يتعرضون لما يتعرض له أخوتهم في غزة والضفة؟
حملة المداهمة الليلية التي شنتها قوات الشرطة والقوات الخاصة التابعة لها على قرية البقيعة العربية الدرزيّة، تشبه تماما حملات الدهم التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. فقد تم مداهمة القرية في ساعات الفجر على يد قوة تزيد على المائتي شرطي غالبيتهم من القوات الخاصة بحجة إلقاء القبض على بعض الشباب الذين قاموا قبل ذلك بحرق هوائية للاتصالات نصبها أحد المستوطنين اليهود في المستوطنة المجاورة بكعين على مقربة من بيوت قرية البقيعة مما تسبب بعشرات الإصابات في السرطان.
لا يعقل أن اعتقال هذا العدد القليل من الشباب يحتاج إلى هذه القوة الكبيرة، لذلك فوراء عملية المداهمة نوايا ونهج مبيت عند أعلى المؤسسات الإسرائيلية يهدف إلى ترهيب وتخويف العرب وقمع إرادتهم في التصدي لمظالم السلطة التي لا تعد ولا تحصى، ففقط قبل أشهر صرّح رئيس جهاز المخابرات (الشاباك) أن العرب يشكلون خطرا استراتيجيا على الدولة اليهوديّة.
أهالي القرية بشيبها وشبابها ونسائها تصدوا للقوة المداهمة عزّلا إلا من إرادة الدفاع عن بلدتهم وهزموا قوات الشرطة شر هزيمة، ليس قبل أن يوقعوا فيها العشرات من الإصابات ويحتجزوا أحد أفرادها، ويصاب من الأهالي العشرات بالعيارات الناريّة الحيّة.
استطاعت الشرطة اعتقال خمسة شبان أطلق سراحهم في عملية تبادل مع الشرطية التي احتجزت، سابقة لم يحدث مثيلها قبلا في كل المواجهات التي تمت بين العرب والشرطة اللهم إلا يوم الأرض 1976.
في أي إطار يوضع ما حصل بالأمس؟
كما قيل أعلاه في سياق النهج الإسرائيلي القديم الجديد لترهيب العرب وكسر إرادتهم في التصدي للمظالم وإحقاق حقوقهم، ومن منطلق النظرة الصهيونية العنصرية تجاه عرب الداخل بكل شرائحهم.
هل يتمسك أبناء الجليل بهويتهم العربية وهم لا يزالوا يدفعون ثمن ذلك؟
كل محاولات السلطة ومنذ 60 سنة نشر العدمية القومية لدى العرب، وفي اصطلاحنا أسرلتهم، يعني تحويلهم إلى إسرائيليي التطلعات وتغريبهم عن أمتهم وأبناء شعبهم باءت بالفشل. مما جعلها تعلن وعلى الملأ أن العرب يكونون خطرا استراتيجيا على الدولة ما داموا يعتزون بانتمائهم الوطني لشعبهم والعروبي لأمتهم.
هل لا زال أهل الجليل يرفضون التجنيد الإلزامي؟
التجنيد الإلزامي مفروض بالقانون على العرب الدروز والشركس وحالة الرفض بين العرب الدروز كانت وما زالت في طليعة اهتمامات قواهم الوطنيّة والمتمثلة اليوم بالأساس في “ميثاق المعروفيين الأحرار”. قرية البقيعة التي دوهمت هي من القرى الطليعية في رفض الخدمة الإلزامية والعشرات من شبابها يقبعون سنويا في السجون العسكرية رفضا للخدمة الإلزامية.
هل حركة رفض التجنيد هي في تزايد أم أنها تنكفئ؟
في تزايد مضطرد لم تنكفيء ولن تنكفيء وباعتراف المؤسسة الصهيونية مؤخرا.
هل هناك تواصل مع القيادات العربية من قبل ميثاق المعروفيين الأحرار وماذا عن علاقاتكم مع القيادات الدرزية في العالم العربي وخاصة لبنان، ومع وليد جنبلاط تحديداً ؟
ميثاق المعروفيين الأحرارعلى المستوى الداخلي هو فصيل من فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل، وقادته أنفسهم هم جزء من القيادات العربية في الداخل. إذا كان القصد القيادات العربية في الخارج فنحن جزء من الحركة القوميّة العربية ولنا علاقات متشغبة في هذا المجال. نحن آمنّا وما زلنا أن الفكر القومي الديموقراطي هو مستقبل أمتنا، المدّ العروبي وإن كان يعاني الآن من أزمة وانحسار إلا أن الأمر آنيّ مرحليّ.
لا شك أن العرب في الداخل الفلسطيني بكل شرائحهم عانوا على مدار سنوات طويلة من نظرة تشكيك لدى إخوانهم في الخارج، هذا الحال تغيّر بعد هزيمة 1967، ولكن كان على العرب في الداخل خرق جدار العزلة الصهيونية والتواصل مع البقية من أبناء شعبهم الفلسطيني في مناطق ال-67 وكذلك في الشتات. إن أكثر “المحتاجين” لمثل هذا التواصل هم العرب الدروز على ضوء المؤامرة التي ارتكبت في حقهم على يد الحركة الصهيونية لسلخهم عن امتدادهم الطبيعي الوطني والقوميّ. فجاء مؤتمر التواصل القوميّ عمّان آب 2001 ليطلق شرارة التواصل العروبيّ أولا وقبل كل شيء تبعه مسيرة تواصل ما زالت مستمرة مع الأهل في سورية، وجاء لاحقا تشكيل لجنة التواصل الدرزية الممثلة لرجال المذهب العرب الدروز لتضيف لبنة هامة على مسيرة التواصل مع الأهل في سورية .
الظروف التي مرّ وما زال يمرّ بها لبنان أوقفت العديد من المشاريع التي كان اتفق وبرمجت فيما بيننا وبين قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وعلى رأسها وليد جنبلاط لترسيخ وتثبيت الانتماء العروبي للعرب الدروز في الداخل الفلسطيني، عبر دعم قواهم الوطنية في معركتها ضد الأسرلة عبر رفض التجنيد الإجباري ورفض برامج التعليم الخاصة الهادفة إلى نشر العدميّة القوميّة بين النشء العربي الدرزي وقطع جذوره العربيّة.
إذا أردت التوسع أو إضافة أي شيء فهذا متاح ومُستحب من قِبلنا.
نحن نرى في المشروع الصهيو-أميركي للشرق الأوسط، المشروع القديم الجديد الخطر الأكبر علينا كأبناء للشعب الفلسطيني، على كل ثوابتنا الوطنية الفلسطينية في الدولة المستقلة وعلى كامل التراب الفلسطيني في مناطق ال-67 وعاصمتها القدس الشريف، بإزالة المستوطنات كافة والجدار العنصري وحق العودة للاجئين الفلسطينيين طبقا لقرارات الأمم المتحدة. نحن نرى في المشروع الصهيوني اقتصاصا من وجودنا في ال-48 ونحن نرى في المشروع الأميريكو- صهيوني للشرق الأوسط الطائفي، الخطر الأكبر على أمتنا، لذلك نرى أنفسنا جزء من المعسكر الممانع المقاوم لهذا المشروع على كل الساحات العربيّة، وإلا كنا من حيث ندري أولا ندري في صفّ واحد مع السلطة الإسرائيبلية وأحزابها الصهيونيّة.
نحن لا نتمنى فقط، بل أننا على ثقة أن المياه في بلدكم ستعود لمجاريها بين كل شرائحه، فالبلد الذي ضمخّ ترابه الدم العروبي في كل مسيرته التاريخيّة لن يقبل بأقل من هذا الانتماء، ولذلك هو قادر على إزالة كل العقبات في سبيل بقائه منارة عروبيّة. نقول هذا لأن قراءتنا لمجريات الأمور على الساحة الإسرائيلية تجعلنا على قناعة أن حربا عدوانية إسرائيليّة ما زالت مبيّتة ضد لبنان وضد سوريّة ليس فقط ثأرا لصمود لبنان العسكري والأهلي إبّان حرب تموز2006 العدوانيّة إنما جزء من استراتيجية، وإن إطلاق شرارتها مسألة وقت ليس إلا وخاضعة فقط لمعايير إسرائيلية وقرار أميركو- إسرائيلي ضمن المشروع الشرق أوسطي القديم الجديد.
نحييك على مواقفك الوطنية وإلى الأمام
أخوتك في الموقع الإلكتروني للحزب التقدمي الإشتراكي
بهاء أبو كروم