الأهل الأعزاء في الكرمل
أهنيء نفسي قبل أن أهنئكم بالإنجاز الذي تحقق يوم 08\6\4 في إقرار حقكم، بتصويت الكنيست بالقراءة التمهيدية على اقتراحات قوانين فك الدمج. لكني أرى واجبا عليّ أن أؤكد أمامكم جميعا ما أكدته أمام المئات منكم في ردي على الوزير في الكنيست وأضع أمامكم بعض الملاحظات، كي نغلق الطريق على أية محاولة لإجهاض هذا الحق فما زلنا في أول الطريق.
لا أريد أن أكدر صفو فرحتكم ولكن ما مر على الموضوع منذ أن طرح الدكتور عزمي بشارة الأقتراح في الدورة الماضية (الكنيست ال-16)، مرورا باجتماعكم الشعبي الكبير في أوائل الربيع من العام الماضي، مرورا باجتماع “القيادة الدرزية” في عكا يوم 07\10\5 ومرورا بطرح القانون المفاجيء يوم 07\11\27 على جدول أعمال الكنيست وحتى إقراره بالقراءة التمهيدية مؤخرا، ما مرّ على ذلك الكثير لإجهاضه (لا مجال الآن للدخول في التفاصيل ربما مستقبلا). وهذا الذي يجعلني أتوجه إليكم بهذا البيان.
ما كان ليتحقق هذا الإنجاز أولا وقبل وفوق كل شيء لولا وحدتكم المقدسة التي اضطرت الكل أن يتوحدوا وراءكم داعمينكم، فالوحدة قيمة عليا يجب الحفاظ عليها ويجب أن تبقى القنديل الذي يضيء طريقنا الطويل الذي قطعنا فيه خطوة أولى فقط، هذا ما قلته لكم في كلمتي من على منصة الكنيست وأعيده علينا جميعا.
لقد سمع المئات منكم موقف وزير الداخلية مئير شطريت وباسم الحكومة، فكان موقفه ليس فقط ضد فك الدمج بل تهديديا وفيه محاولة سافرة لدق أسافين الفرقة بينكم، ولهذا رددت عليه وتوجهت لمئاتكم المشاركين بنداء الوحدة. إضافة إلى ذلك لقد اقترح الوزير تحويل الاقتراح للجنة المالية لتحضيره للقراءات الإضافية بدل لجنة الداخلية كما هو متبع وليس ذلك صدفة، مما اضطر رئاسة الكنيست تحويله للجنة الكنيست لتبت في أحقية أية لجنة تحضيره مما يؤخر الموضوع فترة أخرى، لذا أيها الأخوة أعضاء اللجنة الشعبية عليكم وحالا الضغط لكي يتم البت سريعا في لجنة الكنيست فالدورة الصيفية قصيرة، وعندها سيحتج الوزير بقصر الوقت ويؤجل الانتخابات مبقيا على الدمج على الأقل فترة ليست بالقصيرة وبالتمديد، وقد سمعتموه جيدا.
بعد التصويت مباشرة أعد صوت إسرائيل تقريرا حول الموضوع قابل فيه عضو الكنيست يوئيل حسون من كديما حول القرار فأدلى بتصريح غريب مفاده: أن هذا القرار رسالة وإشارة للحكومة لكي تغير سياستها تجاه البلدية وعندها لن تبقى حاجة لفك الدمج ! وقد قابل صوت إسرائيل رئيس البلدية حول هذا الموضوع وكذلك قابلوني أنا فعبّرت عن عدم ثقتي بالحكومة. أنصحكم أن تحصلوا على نص المقابلات من صوت إسرائيل ففيها ما يفيدكم كثيرا في مشواركم نحو فك الدمج لفهم النوايا الحقيقية لدى الحكومة وأحزابها ومن ثم لتعرفوا كيف تتصرفون في تكملة المشوار.
أيها الأهل
ليس كل من أيدكم اليوم فعلها “حسنة لوجه الله” وأنتم تعرفون ذلك جيدا وتعرفون الغث من السمين، فالوقت أمامكم قصير يجب استثماره أحسن استثمار فبالامكان إذا أرادوا ذلك أن يتم كل الأمر خلال أسابيع لكي يكون الدمج يوم 08\11\11 من ورائكم، ورحم الله امريء يعمل على أن لا يلدغ من جحر مرتين، والاتحاد والوحدة على الحق من صدق اللسان وحفظ الإخوان.
حزيران2008
ابنكم النائب المحامي سعيد نفاع