تموز 2005
الاولى :كابوس الآنسة كوندوليسا
كلما دق الكوز في الجرة ، او على الاصح كلما “طلعت ” رصاصة حتى ولو في عرس ، شرط ان لا تكون الرصاصة من بندقية “ديموقراطية ” في العراق او فلسطين ، تتنطح الآنسة محذرة سورية . لم يكد صوت الانفجار يسترجع صداه في لندن وفي نتانيا حتى خرجت ” المستورة ” تحذر سورية ، حتى وان ادلت بتصريح تشكر فيه مكرونيزيا على مواقفها المبداية الثابتة في الامم المتحدة لجانب اميركا واسرائيل لا تنسى ان تحذر سورية.
صحيح ان الباروميتر في طروحات القوى الوطنية في صراعها على تحرير ارادة شعوبها يجب الا يكون ” ما يرضي ” كوندوليسا ، ومن نافل الكلام ان نقول كذلك ابناؤها، تستطيع هي ان ترضى وان تزعل كما يحلو لها ، لكن “ما يزعلها” نعم يجب ان يكون بارومترا .
كلما كانت سورية كابوس كوندوليسا يجب ان تكون الحلم الوردي لنا رغم ما يتسلل لهذا الحلم من مناظرتعكر صفوه. فلا يمكن ان تكون سورية هكذا كابوس لاميركا لولا انها فعلا مقضة لمضاجعها ، وفقط لهذا يجب ان نكون لجانب سورية وعلى الاقل متمنين لها التعافي ، اللهم الا اذا كنا فعلا ننتظر الدبس من…… النمس ، وعندها فان يقظتنا نحن كلها كوابيس !
الثانية :صح النوم بلير
الحقيقة تقال ان تصريح بلير رئيس الحكومة البريطانية بعد التفجيرات في لندن ” ان الحاجة ملحة للتفتيش عن ما وراء الارهاب كالفقر ووليده التخلف والاحتلال وبالذات اللاحق بالشعب الفلسطيني” مهم، والتغاضي عنه من اولي الامر في العالم الاسلامي خطا فادح . يجب الا يهم احد في هذا السياق ، ان كان تصريحه وليد التفجيرات او كانت التفجيرات دافعا لاطلاق الموقف المختمر منذ امد دون علاقة بالتفجيرات .
الملفت للنظر في التصريح هو تقويض النظرية الصهيواميركية عن صراع الحضارات ، وكان هذه العمليات هي جزء وواجهة لهذا الصراع المفتوح من قبل العالم الجنوبي المتخلف حضاريا على العالم الشمالي المتنور حضاريا ، دون علاقة للظلم الممتد على هذا الجزء الجنوبي من العالم منذ قرون والمستفحل يوما عن يوم ، و”بافضال !” العالم الشمال-اطلسي .هذه النقلة النوعية هامة وهامة جدا وهي عدا عن التقويض الذي تحمله لنظرية صراع الحضارات، جاءت ومن الحليف الحليف لاميركا لتصب في الموقف الجنوبي الذي حاول مستميتا ان يقول للعالم ودون جدوى ان القضية تعبيرا عن ورفعا لظلم متراكم بدء من نهب الخيرات طريق دوس الكرامات وانتهاء باقفال كل الابواب الا ابواب جهنم .
ليس صدفة ان اكثر ما اخاف الساسة في اسرائيل هو هذا الربط الذي اشار اليه بلير للقضية الفلسطينية . ويسال السؤال : هل يذكر احد ان عشية التفجيرات صرح بلير ان في جعبته مشروع حل لقضية الشرق الاوسط ينوي ان يطرحه قريبا ،وربما على قمة الثمانيه ؟ ولكن التفجيرات لم تمهله حتى ان ينهي الاجتماع !!!!!
الثالثة:طراد حمادة
هل سمعتم في هذا الاسم ؟ انه وزير العمل في الحكومة الانتقالية اللبنانية واذا كان يهم القاريء ان يعرف انتماءه الطائفي وخصوصا ان الحديث يدور عن لبنان ، فالرجل شيعي . لكن المهم ان الرجل متشيع لوطنيته ولعروبته قبل كل شيء ، ففي فترة توزيره القصيرة استطاع ان ” ياتي بما لم تاته الاوائل ” فحرر مرسوما كان بامكان أي وزير سابق ان يحرره يتيح للاجئين الفلسطينيين العمل في مهن منعت عنهم سابقا ” حفاظا على حق العودة !!!”
القانون اللبناني يحظر على الاجانب ممارسة المهن الا الفن لمن لا يحمل اذنا بذلك ،وبلغ عدد هذه المهن 71 مهنة كالطب والهندسة والمحاماة وغيرها، فان يعمل الفلسطيني قي لبنان في مهن غير الفن سينسيه ارضه ووطنه وسيلهيه عن تزييت مفتاح البيت المازال محتفظا به فيصدا ويضيع حق عودته !
صحيح ان التخويل الذي يمنحك اياه القانون اللبناني يجيز لك رفع الحظر ولكن خاضعا لقوانين النقابات وهذا معناه انه مازال ال-350 مهندسا وال-40 حقوقيا وال-300 طبيب فلسطينيين ما زالوا لا يستطيعون ممارسة مهنهم رغم رفع الحظر ، لكن هذا لا ينتقص من اقدامك على ما لم يجرا غيرك على اقتحامه .
لا شك يا طراد انك فارس في الطراد وما احوجنا اليوم لفرسان يستطيعون ان يعيدوا الخيل العربية الاصيلة من ميادين السباق في ويمبلدون الى ميادينها في مرابعنا
الرابعة :اللون البرتقالي
طبيعي جدا كان ان يختار التجمع الوطني الديموقراطي هذا اللون ، الم يكن احد الالوان التي زينت ساحل بلادنا من شماله الى جنوبه . وان سرق اليوم فلا عجب، الم يسرق في ال_48 ؟
حكيمة هي الخطوة في الهبة للدفاع عنه امام سوائب المستوطنين الغير غريب عليها ان تسطوا على اللون وهي الساطية على اعظم من اللون في ربوع بلادنا، ولا يغرن احد ان التوجه الى المحكمة عند الماسكين في الخيوط حسن ظن منهم بالقانون الاسرائيلي، انما لكون المحاكم الآليه المتوفرة لايصال الكلمة وقد وصلت .ولكن :
ليس المهم كان ابراز ما قالته المحكمة حول احقية التجمع باللون وتميزه به ، المهم كان ابراز النتيجه، وهي ان المحكمة ردت الدعوى، وهذا كان متوقعا او على الاقل يجب ان يكون كذلك ولا يفهمن احد ان هذا انتقاصا من دور المحامين بل على العكس ان خطوتهم تمتاز بالجراة، الاهم كان ابراز ان المحكمة غرمت التجمع ب-25000 ش. مصاريف محكمة ، هذه المصاريف عالية وعالية جدا في كل المقاييس واقول هذا كمحام . هذا الامر ليس محض صدفة وانما يحمل رسالة وابرازه ذو اهمية قصوى ليعرف القاصي والداني : with whom we have the deal!
المحامي سعيد نفاع
تموز 2005