وائل عواد – الناصرة
تشرين الثاني 2012
يوقفونني على الحواجز فأريهم بطاقة رئيس مجلس، ولكن هذا لا يعنيهم، فأريهم بطاقة ضابط ذا رتبة عالية في الجيش فيحترمونني ويفتحون الحاجز.
دون أي ضجيج، ودون مظاهرات ورفع شعارات، ودون قوى وطنية، وبمشاركة 80 شابا عربيا -غالبيتهم – من الشباب البدو، أقيم في المركز الجماهيري “الصغير والوحيد” الكائن بالقرب من المجلس المحلي في قرية الزرازير، مؤتمر خاص لتجنيد الشباب البدو. كان المؤتمر في جو طبيعي جدًا وهادئ جدًا ولطيف جدًا، ومع تضييفات لذيذة “ودون أي مُنغصّات”، وبمشاركة رئيس مجلس الزرازير حسن الهيب (أبو تيمور) وقيادات وأصحاب رُتب “رفيعة” في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في المؤتمر حاولوا إقناع الشباب المتقدمين بالانضمام لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وحاولوا أن يقنعوهم “بالنعم الكثيرة التي يتمتع بها الخادم في الجيش” وخصوصًا في وحدة “اقتفاء الأثر”، التي تُعتبر من أخطر الوحدات، والتي للشباب البدو الخادمين في جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطٌ ذائع فيها!
مسألة تجنيد البدو ليست أمرًا جديدًا وليست سِرًا، إلا أن أسلوب الاقناع هُو نفسه نفسه القديم والذي أثبتت الحقائق زيفه! كما أن مقابلتنا لضابط التجنيد في الشمال، (وهو عربي أسمه نايف نجيدات، رفض أن تتم مقابلته باللغة العربية إنما بالعبرية فقط، واتفقت معه أن أسأله بالعربية فيجيبني بالعبرية) كشفت حقائق تبدو جديدة ومُثيرة.
في حديث لنا مع نايف نجيدات، ضابط التجنيد للجيش في مجموعة الأقليات في الشمال قال عن المؤتمر المُقام: “هذا اللقاء هو لقاء للمُجندين للجيش لفحص جاهزية الشباب الذين سيتجندون في مجموعة التجنيد القادمة”.
“بُكرا”: ما مدى صحة أن عدد المُجندين البدو في تراجُع نسبة لسنوات سابقة؟
نجيدات: “من ناحية الكمية منذ خمس سنوات لا يوجد هبوط في العدد، ولكن قبل ذلك كان هنالك هبوط خفيف، ولكن الأمر منذ خمس سنوات نحن نحافظ على الهدف الذي وضعناه لأنفسنا.”
“بُكرا”: ماذا يعني هدف، ما هو الرقم الذي يتجند الآن؟
نجيدات: “نتحدث عن نحو 450 جندي عربي، بالأساس بدوي، في الشمال هنالك نحو 70% من البدو و 15% من المسلمين و %5 من المسيحيين”.
“بُكرا”: هنالك ارتفاع في عدد المسيحين الشباب بسبب الحملات الأخيرة؟
نجيدات: “نعم، هنالك ارتفاع من شريحية المسيحيين، في الفترة الأخيرة تُقام مؤتمرات لهذا الغرض والهدف من هذا هو كشفهم على وحدات الجيش وتشجيعهم وإعطائهم الشعور بالانتماء لدولة إسرائيل، وهنالك ارتفاع بنحو 5% في هذا الموضوع، ولكن هذه هي البداية وأتمنى أن ينجح ذلك وأنا أتوقع أن يقام لواء مسيحي في المستقبل القريب ليهتم بهذه الشريحة”.
سن الهيب: الهدم، مسؤولية من يبني دون رخصة وليس الدولة!
بينما تحدث رئيس مجلس الزرازير، الضابط السابق حسن الهيب، ومما قاله للشباب الجالسين والذين يُريدون التجنُد للجيش: “ستتعرضون للنقد كما سأتعرض أنا، لا يوجد من ألزمني أن آتي للحديث معكُم اليوم، ولكن لا يوجد لدينا دولة أخرى لنخدمها، دولة إسرائيل هي دولتنا، لا يوجد نصف حمل، هُنالك فقط حمِل كامل. صحيح أننا لسنا دائمًا راضين عن الدولة، خصوصًا أن هُنالك أوامر هدم في الجنوب وفي بئر المكسور وفي أماكن أخرى ولكن لا يوجد لدينا ما نفعل، ولكن هذه ليست سياسة الدولة ولا الحكومة، بل إن هُنالك شخص بنى بدون رُخصة، ولدينا مشاكل مع المجالس الإقليمية التي لا تعطينا قطع أراضي للبناء، ولكن لا يوجد أي سبب في العالم أن يأتي شخص ليبني في الزرازير بدون رخصة، وهُنالك قانون في دولة إسرائيل والمحاكم هي التي تُقرر وليس جلسات الحكومة”.
يحترمونني كضابط سابق وليس كرئيس مجلس حالي!
وأضاف أيضًا: “أحيانًا يوقفونني على الحواجز فأريهم بطاقة أنني رئيس مجلس، ولكن هذا لا يعنيهم، ولكن أريهم بطاقة أنني ضابط ذا رتبة متقدمة في الجيش يحترمونني ويفتحون الحاجز”.
وأضاف: “أنا أقول لكل العرب في دولة إسرائيل أن طريق التقدم في هذه الدولة يمُر عبر الخدمة في الجيش الإسرائيلي، تقريبًا كافة الوظائف في الدولة مخصصة لخرجي الجيش، وحتى لو أن يهوديًا لم يخدم في قوى الأمن فهُو أيضًا لا يحق له ذلك، لذلك فإن التطوع والخدمة في الجيش الأمن الإسرائيلي هو أمر مُهم وهُو لا يتم بقانون يلزمنا إنما بناء على قناعاتنا وقراراتنا الشخصية”.