رسالة مفتوحة إلى جريدة الأخبار اللبنانية

هل أصبح مراسلوكم في الداخل ناطقين باسم مؤسسات الجيش الإسرائيلي؟!

نيسان 2011

نربأ بجريدة الأخبار اللبنانيّة ذات المكانة أن تنشر، وهذه هي المرّة الثانية التي يحوّل لي أصدقاء فلسطينيون ما تنشر، مثل هكذا معالجات عن التجنيد الإجباري المفروض على الشباب العرب المسلمين الدروز والشركس المسلمين السُنيّين في إسرائيل، بأقلام لمراسلين لها في الداخل أو بأقلام صحفيين لبنانيين يزوّدون من الداخل، محولين إياها إلى ساحة تطاول من أناس من “وطنيي الرفاهيّة” على أناس من الطلائع وقبل أن يخلق هؤلاء عمريّا وسياسيا.

و”ووطنيّو الرّفاهية” هم من كانوا ينعمون بالوظائف الحكوميّة ومرتباتها صامتين حين كانت الوطنيّة مدفوعة الثمن سجونا وإقامات جبريّة وفصل من العمل وملاحقات إلى أن اطمأنت إسرائيل على مصيرها فرفعت إجراءاتها ففقّسوا وطنيين. رغم أنّ هذا لا يزعجنا وحبّذا لو أن كل من كان مثلهم وما زال أن يحذو حذوهم، ولكن على مثل هؤلاء أن يتذكروا ماضيهم وماضي الآخرين قبل أن يطلقوا العنان لألسنتهم.

في المرّة السابقة وبحكم المعرفة “الإلكترونيّة” مع الصحافي بسّام القنطار حين كنت من بين المتابعين كمحام وكسياسي قضيّة أخيه المناضل سمير القنطار، أرسلت له رسالة خاصّة وشخصيّة لافتا نظره إلى بعض الأمور غير الدقيقة لا بل غير الصحيحة التي نشرها وردّ علي برسالة سرعان ما وصلتا إلى معنيين في الداخل.

في هذه المرّة استُعملت صحيفتكم وتحت عنوان لقاء قبرص (جنبلاط- نفّاع) منصّة لتصفية حسابات سياسيّة مع سعيد نفاع لمراسلكم باسم المحرّضين له ومن نفر بعضهم من “وطنيي الرفاهيّة” لدرجة تشويه وبالاعتماد على ما يسمّى “دائرة الفئات السكانيّة في الجيش الإسرائيلي”، بيانات علميّة أصدرها النائب نفاع عن الخدمة الإجباريّة…فهل صارت هذه مصادر لمراسلكم ومن ثمّ لجريدتكم ؟!

ما شأن القاريء اللبناني في ب”إخلال” سعيد نفاع بعهد قطعه للتخلي عن منصبه في الكنيست ومن أين له أنّ يتأكد من صحّة ذلك؟!  ومتى صار عدد المصوتين الدروز للأحزاب الوطنيّة والأحزاب الصهيونيّة ولدرجة التدقيق حتى بالمنزلة الأحاديّة في الرقم (!) هو الأرقام التي يروّج لها أعضاء الكنيست الدروز في الأحزاب الصهيونيّة الخصوم الألداء للنائب نفاع، والتي يعتمدها وينقلها مراسلكم ؟!

وكل هذا السّم يُدسّ في صحيفتكم  في الوقت الذي يتعرض فيه سعيد نفّاع لملاحقة قضائية (وهو الوحيد من كل من ادُّعي أنهم قاموا بمثل ما قام) على دوره في مشروع التواصل بتهم زيارة دولة معادية ومساعدة آخرين على زيارتها (من كل عرب ال-48)  والاتصال بعملاء أجانب كطلال ناجي وخالد مشعل، ويُدسّ تماما وهو يتصدّى مواجها المؤسسة القضائية الإسرائيليّة وحملة التضامن معه في أوجها وبآلاف الموقعين على نماذج الحملة.

فكيف يصحّ لجريدة محترمة ولها سمعتها أن تنشر هكذا تقرير وكأنه متعلق باللقاء الأخير بيني وبين جنبلاط في قبرص وجزؤه  بعيد كل البعد عن الموضوع ولا يمت إلى اللقاء بصلة … ودون حتى أخذ ردّي ولو من باب الأمانة الصحافيّة؟!

وتماما في هذا التوقيت وتحت كلمات مسمومة عن سعيي من وراء هذا اللقاء لكسب شعبيّة درزيّة، شعبيّتي هي بين ومن كل أبناء شعبي الفلسطيني انتمائي الأول والأخير الذين تقاطروا بكل انتماءاتهم للانضمام للحملة الشعبيّة لدعمي لأني  تصديّت مواجها المعركة ومهما كان الثمن. 

لم أعتد الرّد على هكذا تهجمات تصدر عندنا عن أيّ كان رئيسا أو مرؤوسا ولكن وجدتني وحيث تكرر الأمر أن أرسل لكم هذه الرسالة المفتوحة لما ينضح التقرير من تصفية حسابات حزبيّة سياسيّة، ولكن الأخطر فيه أن وراءها طائفيّة مقيتة لدى معدّه وملقنيه  ومن خلال استغلال البعض دعما لأجندته، ولصالحهم أقول لو عرفوا ما أسبق وما ألحق المراسل بتصريحاتهم لما قبلوا أن يكونوا ورقة توت لتقريره، وبالمناسبة كلهم “ترّبوا” أو “شاركوا” في المؤسسات التي أقمت وخرجوا منها ومن المؤسف كذلك عليها لأسباب لا أعتقد أن للقاريء اللبناني شأن بها على الأقل.

 وما المصلحة التي تجنيها جريدتكم المحترمة من تشويه الوقائع التي جاء بها هذا المراسل فكيف تصير المعطيات عنده أن 83% من الشباب الدروز يُقبلون على الخدمة الإجباريّة في حين أن أهم مؤتمر سنوي في إسرائيل “مؤتمر هرتسليا للشؤون الاستراتيجية” والذي يبحث كل القضايا الاستراتيجيّة بحضور رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المعارضة ورؤساء أجهزة الأمن المختلفة وكل الباحثين الاستراتيجيين في إسرائيل، وفي بحثه في جلسته قبل الأخيرة عن “ميزان الوطنيّة الإسرائيليّة” يصل إلى الخلاصة : أن ميزان الشعور بالوطنيّة الإسرائيليّة لدى الشباب الدروز تهاوى في العقد الأخير من 4 نقاط من أصل 6 نقاط ليصير 1.6 نقطة من أصل 6 نقاط، وأنه للمرّة الأولى تعدّت نسبة المتهربين من الشباب الدروز ال-%50 ، ويخلص إلى :”أننا في صدد خسارة هذه المجموعة وهذا خطر علينا العمل على تلافيه”.  

هذه الدراسة أثبتتها دراسة أخرى لقسم العلوم السياسيّة في جامعة حيفا بالمسؤوليّة الأكاديميّة لبروفسور مرموق هو بروفيسور ماجد الحاج. وما دام الوضع كما يصور مراسلكم معتمدا على المصادر التي ذكر فأين أولاء الذين “فزّعهم” من رئيس إلى رئيس إلى نائب رئيس إلى عضو سابق ؟!

أم أن سعيد نفاع ووليد جنبلاط هم المسئولون عن الوضع الذي صوّره وصوّروه ؟!

النائب سعيد نفاع

نيسان 2011

ملاحظة: المراسل من نشيطي حزب التجمّع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*