محطات انتخابية… 2006

نيسان 2006

ما بين النصر والهزيمة:

المعارك ومنها الحزبية ليست بالضرورة إنهزاماً أو انتصاراً، فهناك محطة وسطى هي الصمود وهو حالة مرحلية في المعارك وراءها انهزام أو انتصار وهذا منوط بتصرف الصامدين. إذا استفاد الصامدون من صمودهم ومن باب التفتيش عن أسبابهم الذاتية لعدم انتصارهم على الأسباب الموضوعية، وقادهم هذا التفتيش الى تقويمها فحتماً طريقهم الى النصر.

التجمع لم ينهزم ولكن لم ينتصر، وإذا كانت اجتماعات فروعه التقييمية المنعقدة تباعاً هذه الأيام تنطلق من هذه الحالة، فحتماً طريقها النصر في المعارك التي قدر لنا في بلادنا أن نكون في خضمها يومياً والإنتصار فيها أهم بكثير من الإنتصار معركة الإنتخابات.

 

مجلس الحكماء:

لم نرد لهيئات الحزب المركزية أن تكون “مجالس حكماء” لرعية، أردنا لفروع الحزب أن تكون المقيمة أولاً والمستخلصة أولاً فهي التي كانت في المواجهة المباشرة وهي القادرة على الأقل على تشخيص الأسباب. وتقييمها ولتخيصها إذا احتكما الى النتائج لا الإجتهادات هي الدليل على أداء القيادة واستخلاص العبر للإنطلاق من الصمود الى النصر.

 

العَلِيق عند الغارة خسارة:

عندما كان جدودنا يركبون الخيول الأصيلة و”المصنعة” محلياً لا الخيول المعدنية المستوردة من سقط المتاع، فينتصرون. كانوا “يعلقون” لها لتشبع على مدار السنة وليس عشية المعارك. النتائج تشير الى أننا تقدمنا في 23 موقعاً وحافظنا على قوتنا في 11 موقعاً وتراجعنا في 38 موقعاً وهذا المعنى في أننا لم ننهزم ولم ننتصر إنما بالمجمل صمدنا. فحتى تنتصر يجب أن تنتصر المقدمة والميسرة والميمنة والقلب والمؤخرة أما إذا خسر بعضها وانكسر البعض الآخر في أحسن الأحوال يعد هذا صموداً لا انتصاراً. ورغم أن كل مواقعنا تعرضت لنفس النيران المنطلقة من المدافع الطائفية والمخابراتية والمقاطعية والإحباطية الا أننا انتصرنا في بعضها.

الخلاصة: في المواقع التي نفذت الخطة التنظيمية التي أقرتها هيئات الحزب استطاعت أن تنفذ الخطة الإنتخابية وطردياً إما حافظت على مواقعها وإما انتصرت محطمة كل المدافع. لأن هذه المواقع “علقت” قبل الغارة أما التي “علقت” عند الغارة فكان عليقها خسارة.

 

نسبة الحسم:

بلغت نسبة الحسم، وحتى لا يشكك المشككون، على حسب بروتوكولات لجنة الإنتخابات المركزية، 62742 صوتاً. إذا التجمع لم يكن ولا في أي لحظة من اللحظات في خطر من هذه الناحية.

عدد الأصوات التي حصل عليها التجمع أعطته الـ 3 مقاعد دون الحاجة لاتفاقية فائض الأصوات مع الجبهة، ومرة أخرى على حسب البروتوكولات المذكورة، فقد بلغ المقياس للمقعد الواحد 24619 صوتاً جعلت التجمع يحصل على مقعدين مع مقياس للمقعد الـ 3 بلغ 24022 صوتاً كان الـ 5 من الـ 6 مقاييس الكبرى لتوزيع الـ 6 مقاعد التي تبقت للتوزيع بعد التوزيع الأول حسب مقياس الأول: 24619 المذكور.

 

الموحدة تفوز بالمقعد الـ 4 بفضل فائض الأصوات بين الجبهة والتجمع:

قاتل الله قانون بدر –  عوفر وهما عضوا كنيست واحد من الليكود وواحد من المعراخ إذ سنا هذا القانون “المشربك” لأن الإفادة منه حسابياً هي على الغالب للأحزاب الكبيرة. وحسبه، ومرة أخرى راجع بروتوكولات اللجنة، فازت الموحدة بمقعدها الـ ـ4 بسبب ارتباط الأصوات بين التجمع والجبهة، فلو لم يكن هذا الإرتباط لفازت به كديما.

وكيف كان ذلك؟

مجمل الأصوات الصحيحة أوصلت 114 مقعداً وبقيت 6 مقاعد للتوزيع ليس حسب ما هو متعارف عليه وكأن المقاعد هذه توزع حسب الفائض الأكبر، إنما حسب الطريقة التي أقرها قانون بدر-عوفر المذكور والتي لا مجال للدخول في تفاصيلها ولكن نتيجتها أن أكبر 6 مقاييس حسبها، بسبب الإرتباط بين التجمع والجبهة، كانت: للجبهة-التجمع، يهدوت هتوراة-شاس، العمل-ميرتس، كديما، ليبرمان-الليكود، الموحدة.

لو لم يكن ارتباطاً بين التجمع والجبهة لكانت النتيجة: يهدوت هتوراه-شاس، العمل-ميرتس، كديما، لبرمان-الليكود، التجمع-كديما.

 

المحامي سعيد نفاع

عضو المكتب السياسي للتجمع

رئيس الدائرة التنظيمية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*