شباط 2007
تسيل دماء كثيرة من من دماغك من كثرة” الحك” لتهتدي او يهديك الله الى الطريق للدولة الفلسطينية المنشودة والمتمناة والمنتظرة منذ قرابة القرن. ومما زاد علينا الطين بلة تلك الخارطة المسماة “خارطة الطريق” والتي تصح فيها التسمية؛ “مخرطة الطريق”.
تنازلنا مكرهين، لا بل منهزمين، لا ابطال عن حلم الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني الذي راودنا منذ ان حطت بريطانيا العظمى صديقتنا الصدوقة رحالها في بلادنا على اشلاء حلمنا بالدولة العربية الكبرى على كامل التراب المحرر من العثمانيين، اثر الثورة العربية الكبرى سنة 1916، تنازلنا عنه رغم انه ظل يراودنا متغيرا حسب الفراش الذي نفترشه في الفترات المختلفة. فان اخذ هذا الحلم ايام الانتداب شكل الدولة الفلسطينية المحررة من هذا الانتداب، طبعا بعد ان يؤهلنا هذا الانتداب حضاريا (!)،تحول الى دولة مستقلة يعيش فيها اليهود في كنفنا معززين مكرمين.وحتى عندما نزع الفراش من تحتنا ومن فوقتا سنة 1948 ظللنا نحلم بها ديموقراطية علمانية يعيش فيها اليهود والعرب.
هكذا نكثر ونكبر ويصغر الحلم، حتى رسونا على ما يسمى حدود الرابع من حزيران 1967 ، بضمنها القدس الشرقية طبعا ،وحق اللاجئين في العودة،او ما يسمى الثوابت الفلسطينية.فهل من تثبيت للثوابت؟
حدود الرابع من حزيران:
المنطقة خارج او داخل (اختر ما يريحك) هذه الحدود تساوي 22% من مساحة فلسطين التاريخية زرعت بما يسمى الكتل الاستيطانية الكبيرة، ورسالة الرئيس الاميركي بوش التطمينية لرئيس الوزراء الاسرائيلي المتعلقة “بمخرطة الطريق” حصنت هذه الكتل،فحسب وجهة نظر الرئيس “الثا قبة” من المستحيل ازالتها،هذا عدا المناطق الامنية على طول نهر الاردن،الا اذا رضي شارون بالعرض الجديد البالغ شط العرب بعد ان سقطت العراق!
شارون يتكلم عن دولة فلسطينية على 40% من ال-22% مساحة الضفة والقطاع، أي ما يقارب ال- 10% من مساحة فلسطين التاريخية. حتى لو فرضنا ان شارون وعلى ظهره بوش او العكس “سيحلحلون” هذه ال-40% فعلى كل حال تبقى الكتل الاستيطانية المتفقون على عدم حلها او “حلحلتها” ،تبقى ملتهمة حيزا لا يستهان به من ال-22%الحلم الذي قبلنا به،فهل نستطيع ان نرضى لحلمنا ان يصغر الى هذا الحد ؟ وهل يمكن ان نتوقع من شارون ان يصّغر احلامه فيما تبقى له من عمر بنفس الوتيرة التي قبلناها نحن على انفسنا؟
هذا اول ما ينتظر الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس (ابو مازن)،فكيف سبيله الى هذا الثابت المعضلة ؟
حق العودة :
قبل ايام وفي مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي قال نتنياهو (رئيس الوزراء المستقبلي): ان امتحان ابي مازن والشعب الفلسطيني الذي انتخبه هو التخلي عن هذا التلهّي “الفنطزية” ، فهل نستطيع ان نتصور ان اسرائيل، كان من كان الما سك الزمام فيها او اللجام، تقبل عودة اللاجئين الى مناطق ال-48 ؟
ومن الناحية الاخرى هل يقبل اللاجئون او حتى الدول العربية التوطين على اراضيها،فعلى الاقل هذه القضية ملتهبة اليوم في لبنان يتفق الكل عليها رغم اختلافهم المستعر في امور اخرى. هل تستطيع اراضي “الحلم الفلسطيني”المبتور والمتقلص يوما بعد يوم ان تتسع لمثل هذا العدد من اللاجئين المشردين خارج الديار؟
وهذا ثاني ما ينتظر ابا مازن فكيف سبيله الى هذا الثابت الاشد معضلة من الاول ؟
القدس:
اما القدس فتصح فيها صيحة تلك العربية العباسية الحرة : “وامعتصماه” ! لتصير “وقدساه” !
اعرف ان الشطارة في التجديد وانا لم اجدد شيئا فيما عرضت،انما اكدت اشياء معروفة،فماذا افدت نفسي او افدت القارىء؟!
هذا الكابوس ،بعد ان استكثروا علينا ان نحلم، يجثم على صدري مثلما يجثم على صدر كل فلسطيني ضاق ذرعا بالاحلام، ولكن ما اردت ان اجدد فعلا للقارىء، حتى احفظ ماء وجهي من ناحية ومن الاخرى ليشاركني هم هذا الكابوس،هوان هذا الكابوس ينتهي عندي دائما بعمارات شاهقة متراصة على بضع كيلومترات مربعة من مناطق ال-48 على رمال النقب تلحق بمناطق ال-67 تاركة الفضاء الرحب ل”فيللات”الكتل الاستيطانية، وبجانب هذه العمارات “بارك” صناعي لمستثمرين اسرائيليين وفلسطينيين بنفس نسبة تقسيم فلسطين التاريخية يروى بعرق العائدين من المخيمات. واطفالهم يلعبوون في حواريها. وانها لعودة الى ال-48 اليس كذلك ؟؟؟؟؟
المحامي سعيد نفاع
عضو المكتب السياسي رئيس المجلس العام
التجمع الوطني الديموقراطي