ارفع رأسك يا أخي!

 

نيسان 2007

هكذا كان يخاطب جمال عبد الناصر أخوته المصريين والعرب، وفي هذه الأيام ما أحوجنا أن نذكر أقواله ونتذكر:

** علينا أن نتذكر… أن الهجمة الأخيرة على العرب في ال-48 لا تختلف عن سابقاتها إلا أن الذئب المسعور سامّ الأنياب “الشبّاك” كشّر عن أنيابه بما فيها الأنياب المتعفنة الأصلية منها “والعيرة” منها، في وضح النهار فعادته كانت أن يعمل كالخفّاش.

** علينا أن نتذكر… أن فلسطينيي البقاء في هذه البلاد هم بغالبيتهم العظمى من أهل الجزء الذي كان مخصصا للدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم، فقوات “الهجناة” لم تبق موبقة لم ترتكبها “لتنظيف” هذا الجزء من العرب. القلة التي بقيت في الجزء الذي كان مخصصا للدولة اليهودية هو محض صدفة، فالحركة الصهيونية لم تحلم أمام ضغط دولي متوقع أن تبقى في الجزء الذي خصص للدولة الفلسطينية حتى بعد أن احتلته قواتها في ال48 .

** علينا أن نتذكر… أن فلسطينيي البقاء هؤلاء شكلوا أشواك صبار في حلق الصهيونية، ومن النوع الذي ينبت على الأكواز لا على الأوراق، واستئصاله لا يتأتى إلا بعملية جراحية تعرض الحلق للخطر.

** علينا أن نتذكر… أنها، أي الصهيونية، لم تأل جهدا وعلى مدى عشرات السنين لضرب مقومات بقائنا مرفوعي الرؤوس، أسلوبا لتدجيننا أو في لغة السياسة لأسرلتنا، ولم تجد صعوبة في إيجاد “كدشا” بين أصائل أفراسنا تركبها ما زال أحفادها مطايا عندها “يقوبعون” كلما احتاجت لمركوبين للهجوم على أشرافنا.

** علينا أن نتذكر… أنها دأبت ونجحت في إبقائنا حتى عندما حاولنا أن نحلق، أن نطير بأجنحة مقصوصة الأطراف لنبقى في فضائها في قفصها مأسرلين، بقبولنا الأسرلة فكرا أو ممارسة انتهازية أو ذلا. وما دام الأمر كذلك فأشواك أكواز الصبار في حلقها من قرانا المنكوبة، تعسّر البلع لكنها لا تمنعه.

** علينا أن نتذكر… أنه حين صارت الأشواك تضرب جذورا وتطلق براعم، تريد حيزا في الوطن أبعد كثيرا من لقمة العيش. تريد حصة حقيقية في الوطن، تريد مواطنة، وكل ما يترتب عليها من حقوق، تريد ديمقراطية من نوع آخر كشفّت زيف ديمقراطيتهم، تريد وحققت تواصلا وتحليقا خارج القفص. حينها دقّ ناقوس الخطر من وجهة نظرها وعملت أن تحد من طنينه الذي صمّ آذانها معتقدة أنها استطاعت ذلك على الأقل بتحديد انتشار هذا الخطاب، ومقياسها كان نتائج الانتخابات، ما فاتها أن نتائج الانتخابات، وأي انتخابات، لا تعبر بالضرورة عن اتساع خطاب هذا الحزب أو ذاك. جاءت أوراق العمل، أوراق التطلعات المستقبلية التي وضعتها المنظمات العربية المختلفة لتكشف للصهيونية أن انتشار هذا الخطاب أوسع كثيرا من ذلك وأنه بات بوصلة الأكثرية العظمى من فلسطينيي البقاء.

** علينا أن نتذكر… من هو صاحب هذا الخطاب ومتى كانت نقطة انطلاق هذا الخطاب نقطة التحول. ولذلك انبرى “الشبّاك” بسابقته التهديدية بضرب هذا التوجه تحت شعار”الديمقراطية المدافعة عن نفسها!”. سبقته إلى ذلك النائبة السابقة شولاميت ألوني بتحذير واضح للنائب عزمي بشارة “بأن عليه أن يحذر “الشبّاك” ليس فقط القادر إنما المخول بتلفيق ملف له”.

** علينا أن نتذكر… أن ما وراءنا ليس إلا بحرا من سنوات طويلة من “التدجين” وأمامنا مشروع لا عودة عنه وعدو لا يملك إلا محاولة لأن يخيفنا بقعقعة سلاح ليس إلا، فلن يجرؤ على استعمالها ما دمنا لا نخاف القعقعة، أولا لأنها مجرد قعقعة وثانيا لأننا منذ زمن تفولذنا ضد الخوف.

** علينا أن نتذكر.. وليس الأمر مجرد شعار في زمن يحاول البعض “خصي” الشعار، فالشعار يخصى فقط إن لم يقترن بالعمل الشجاع. فلنتذكر عبد الناصر ولنكرر معه: إرفع رأسك يا أخي! ولنزد: نحن في زمن رفع الرؤوس ولن يجرؤ على الرأس المرفوعة مجترئ.

سعيد نفّاع

نيسان 2007

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*