محطات على طريق التجنيد الإجباري… والتجنّد الطّوعي!

المحطة الأولى مع أشكنازي:

تناولت مؤخرا وسائل الإعلام محاضرة قائد الأركان موطي أشكنازي في القدس أمام مدراء المدارس الثانويّة، ولبّها الانخفاض في التجنيد التي يعزوها لنسبة الانخفاض في الولادات والهجرة من البلاد، مقترحا الحل وهو: بناء نماذج جديد للخدمة يتم حسبها فرض الخدمة المدنيّة على جميع الشبان من كل القطاعات (كذلك العرب) حيث سيضطر الجميع إلى المثول في قواعد “الاستيعاب والتصنيف” وعندها يقوم الجيش باختيار المطلوبين بموجب معايير شفافة.

الهدف الذي يبيّنه اليوم أشكنازي كنّا قد أشرنا إليه مسبقا في الكثير من المعالجات حول محاولات السلطة فرض الخدمة المدنيّة عندما انطلق المشروع، وأهمها استغلال الشباب العرب لتغطية النقص الحاصل في الجيش ولو في مهمات تسمى بالمصطلح العسكري “خلفيّة”. وهذا ما هو حاصل اليوم بشأن الآلاف من المتطوعين العرب ورغم كل الحملات ضد الخدمة المدنيّة وهذا لا بدّ كان أهم العوامل المشجعة التي وقفت وراء اقتراح أشكنازي.

المحطّة الثانية مع الحركات الدرزيّة ال”ليبرمانيّة” وال”سوخنوتيّة” :

طرح “مؤتمر هرتسليا 2008” (أهم مؤتمر يعقد في إسرائيل يطرح كل القضايا الاستراتيجيّة) على جدول أعماله بحثا حول التجنيد الإجباري للشباب العرب الدروز مفيدا: أنه لأول مرّة تتعدى نسبة المتهربين الدروز من الخدمة ال-50% ووصل إلى خلاصة مفادها أنه يجب العمل على تلافي هذا الخطر وعدم خسارة هذه المجموعة.

وخلص قسم العلوم السياسيّة في جامعة حيفا في نيسان من نفس السنة أن 63.7% من الدروز لا يؤيدون الخدمة الإجباريّة المفروضة على شبابهم. هذا لا يعني أن هذه النسبة التي عبّرت عن هذا الموقف تمارسه كذلك فعليا ! هذا الرقم أكده كذلك يوم دراسي عقد الشهر الفائت في عكا على يد جمعيّة يرأسها الوزير السابق صالح طريف وغير المعروف كمناهض للخدمة الإجباريّة.

هذا الواقع يكمن وراء الحراك المحموم المتجدد للحركات المسماة :الشبيبيّة الدرزية والتي يمولها لسخرية الأقدار ليبرمان، والشبيبة الدرزيّة الصهيونيّة التي تمولها لسخرية الأحجارالوكالة اليهوديّة. هذا النشاط تبرزه وسائل الإعلام وكذلك وسائل الإعلام العربيّة الوطنيّة دون حتى أن تكلف نفسها أخذ تعقيب من المناهضين ويا ليتها تغطي بنفس المقدار نشاطات الحركات المناهضة تلك !

وما هو ردّ الأحزاب الوطنيّة العربيّة وهل سيظلّ عدد المصوتين المدّعى للكنيست هو المعيار ؟

 

المحطة الثالثة مع ال- “الهيئة العربيّة لدعم رافضي الخدمة الإجباريّة” :

باركنا دائما ونبارك أيّ تحرك ضد الخدمة الأمنيّة الإسرائيليّة بكل مسمياتها إجباريّة كانت أو تطوعيّة أو شرطة جماهيريّة أو خدمة مدنيّة فكلها خدمة أمنيّة مع الفارق الشاسع بين الإجباريّة منها والتطوعيّة.

ونبارك انطلاقة هذه الهيئة رغم تحفظاتنا نحن في “ميثاق المعروفيين الأحرار” والتي سنبحثها معمقا في مؤتمرنا السنويّ شفاعمرو 09\12\12.

رشح عن مباحثات الهيئة أنها بصدد عقد مؤتمر “وطنيّ قوميّ” لمكافحة التجنيد والتجنّد وهذا بحدّ ذاته جيدا ولكن من حقنا أن نسأل اليوم : لماذا رفضت كل مركبات هذه الهيئة عقد هذا المؤتمر عام 2002 عندما عدنا به قرارا لمؤتمر التواصل القوميّ الأردن عمّان آب 2001 وتوجهنا إلى لجنة المتابعة وبقيّة الأطر العمل على عقده ؟

قال الأنجليز : جيّد أن يصنع الأمر متأخرا من أن لا يصنع بتاتا !

المجطّة الأخيرة مع سميح القاسم وسعيد نفّاع :

نحن أبناء الجيل الثاني بعد النكبة إذا صحّ التعبير رأينا في سميح القاسم ورفاقه قدوة تحتذى فحذونا، ولكن لا سميح القاسم إبن الجيل الأول وفي سياقنا مؤسس أول حركة رفض “الشباب الدروز الأحرار” ولا سعيد نفّاع إبن الجيل الثاني وفي سياقنا….، كاملي الأوصاف ولكن وبعد الوقوف في المحطّات أعلاه أليس شرعيا أن يُسأل السؤال ما هذا التوقيت في التهجّم والهجوم عليهما ؟!

النائب المحامي سعيد نفّاع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*