حقي على الاتحاد

 

حقّي على “الإتحاد”

قلائل من قراء الإتحاد وكتابها من حملوها عبر الطرق الوعريّة لإيصالها إلى ما اصطلح على تسميته حينها القرى البور أو القرى البيضاء، وافترقت طريقنا ولا أذكر أني تعرضت لها يوما بشرّ “لأني لا أبصق من بئر شربت منه”، ورغم أنها نشرت الكثير من المعالجات تعرّض لي بعضها فاعتبرتها من باب النقاش الشرعي وإن لم يرضني فحواها.

مؤخرا نشرت الاتحاد في ملحقها الأسبوعي 2\4\10 معالجة مطولة حول “عودة وليد جنبلاط  إلى الصف الوطني” بقلم إلياس نصرالله عضو حزب الشعب الفلسطيني المقيم في لندن حسب المعلومات، يتعرّض فيها لي شخصيّا وللميثاق ويضعنا جزءا من “مشروع جنبلاط الطائفي” وهذا يعطيني الحق على الاتحاد  أن تنشر ردّي هذا.

لست ولسنا في ميثاق الأحرار العرب الدروز في حكم المحامي عن جنبلاط ولا هذا هو موضوع الرّد رغم علاقتنا المميّزة به والتي لا نخجل بها خصوصا ونحن نحفظ له أنه من القيادات العربيّة القليلة التي بقيت يداه نظيفة من دم أبناء شعبنا الفلسطيني وهذا أساس علاقتنا به وليس انتمائنا “الصُدَفيّ” المذهبي. وخصوصا وأننا عندما اختلفنا معه في مواقفه الأخيرة لم نتلعثم وعبرنا عن موقفنا الرافض والمدين لمواقفه ببيان مكتوب على ما يبدو أنّ إلياس نصرلله لم يقرأه وهو الذي يحسبه القاريء عند قراءة معالجته أنه دارس تاريخ العمل الوطني بين الدروز وأيّما دراسة !!

أولا : أن يتهم جنبلاط بالطائفيّة والانعزاليّة فهذا شأنه ولكن ليس شأنه البتّة أن يقرر أن تواصلنا مع جنبلاط هو على هذا الأساس.

ثانيا : أن يقرر أنّ جنبلاط يحاول بمقابلاته أن يحفظ المقعد البرلماني لسعيد نفاع وفقط لأن سعيد نفاع ينتمي ل”الطائفة العربيّة الدرزيّة” فهذا مرّة أخرى اجتهاده وللناس في اجتهاداتها “شجون”، ولكن أن يقرر وكأن سعيد نفاع ملزم بالتنازل وبحاجة لحماية المقعد من قبل جنبلاط فهذا أقل ما يقال فيه تجنٍّ: ومن أين لك هذا ؟

ثالثا : أن يكون للأستاذ نصرالله واضحا أنّ جنبلاط حاول في الماضي استخدامنا كورقة لدعم موقعه في التعامل مع المخططات الأجنبيّة التي رسمت وما زالت ترسم لتقسيم المنطقة إلى دويلات أو كيانات طائفيّة أو عرقيّة فهذا كثير علينا وكبير علينا !

رابعا : وأن يرى ومباشرة بعد الكلام أعلاه أن جنبلاط كان يحاول استخدام الدروز الفلسطينيين لدعم موقفه في التعامل مع سوريّة، ورغم التناقض الفاضح في هذا الكلام مع ما سبقه فمرّة أخرى هو حرّ. ولكن ما هذه المكانة التي يعطينا إياها في المخططات الأجنبيّة والتعامل مع سوريّة ونحن أصغر من ذلك بكثير؟!

خامسا : من أين للأستاذ نصرالله تلك “المعلومات” عن نوايا الأردن ومواقفها في قضيّة اللقاءات على أرضها، وعن ما حدث في الأردن عشيّة وبعد مؤتمر التواصل القوميّ عمّان 2001 بين التقدمي الإشتراكي وميثاق الأحرار، والذي يسميه اللقاء الطائفي لجنبلاط مع مجموعة الميثاق أو في مكان آخر مع سعيد نفاع ومجموعته… هكذا !، وعن اللقاءات التي تمّت بين جنبلاط وبقيّة الأطر الوطنيّة كلجنة المبادرة الدرزيّة وأهدافها وما دار فيها ودوره في خراب الصف الوطني الدرزي الفلسطيني وو… حتى يحسبنّ المرء أن السيد ضليع في السياسة الداخلية الأردنيّة وكان حاضرا في لقاءات عمّان رغم أن فحواها وأسبابها وأهدافها كانت أبعد ما يكون عن ما يقوله الكاتب عنها.

وأخيرا: أن يصنّف السيّد الكاتب الناس بين وطنيين وغير وطنيين ليصير ميثاق الأحرار العرب الدروز وسعيد نفاع (سعيد نفاع ومجموعته) جزء من مشروع طائفي فهذا كثير يا حضرة الأستاذ نصرالله. ومعلوماتك التاريخيّة عن النشاط الوطني الدرزي ضد التجنيد وما شابه أتركها للمعنيين في الموضوع من قراء الإتحاد.

النائب المحامي سعيد نفاع

ميثاق الأحرار العرب الدروز

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*