العرب الدروز في ال-48 وجنبلاط  وبشارة !!!!!

حضرة الاخ طلال سلمان المحترم

السفير- لبنان

تحية وبعد

 

عندما كنت ضيف “خليك بالبيت” لم تسعفني جودة !!! الاتصال بيننا وبينكم ان احييك ومن خلالك صحيفة السفير،وما زلت اذكربعض الكلمات التي نويت حينها ان انقلها لك وللمشاهدين عبر الاثير،فاسمح لي ان اسطرها في رسالتي هذه ،وهذا ما نويته :

<< اثبتت السفير انها فعلا صوت من لا صوت له باعلائها صوت القوى الوطنية العربية الدرزية في الداخل وسفرائها؛ عشرات الشباب الذين يقبعون في السجون العسكرية الاسرئيلية لا لجرم اللهم الا لانهم يرفضون ان يكونوا سياطا في ايدي جلادي ابناء شعبهم،هذا الصوت الذي بح على مدار سنين طويلة من كثرة ما استصرخ وما من مجيب ،فجاءت السفير فاتحة اذرعها حانية.>>

اما لموضوع رسالتي هذه :

السفير تدخل بيوتنا اليوم مع اطلالة كل يوم نجول بين سطوراخبارها ومقالاتها .في جولتي في عدد 4.2.05 راعني ما قرات في مقال للسيد ابراهيم الامين ،اقتباسا :

<<…وعندما جاءت المبادرة من خارج الحدود،لم يتاخر ايضا في نسفها (وليد جنبلاط  س.ن.)،وهذا ما حصل مع عزمي بشاره الذي انتهى الى حيرة لا يعرف الاجابة عنها:ما الذي يريده وليد،كنا نعمل معا على اطلاق سمير القنطار،فجاة صرنا في معركة اطلاق سمير جعجع. وبت الآن اسال نفسي عن الهدف من عملية حث دروز فلسطين على موقع آخر.هل هو تحريرهم فعلا من عقدة الاتصال بالاسرائيليين ام استعارتهم للعبة ما في لحظة اقليمية ودولية ما ؟>>

 

اولا : الشاعر الكبير محمود درويش صرخ مرة في وجه النقاد العرب : ارحمونا من هذا الحب! واجد نفسي اصرخ : ارحمونا من هذا الزج !

 

ثانيا : دروز فلسطين لا يعانون من عقدة الاتصال لا بالاسرائيليين ولا بغيرهم ،دروز فلسطين تركوا لقمة سائغة في ايدي الاسرائيليين والرجعية العربية ،مثلهم تماما متل بقية ابناء شعبهم في الداخل،وان امتدت حبال الانقاذ الى اهلهم بعد ال-67 بقوا هم وحتى قواهم الوطنية دون حتى التفات،واكثر من ذلك عمل البعض على ابقائهم المشجب الذي يحلو التعليق عليه .وياما علق عليه وما زال حتى جاء البعض ليقول :اتقوا الله فيهم !

 

ثالثا :منذ ان ارتكبت الجريمة في حق دروز فلسطين وفي صفوفهم ينبت المناضلون يدفعون اثمان غالية في معارك ابناء شعبهم وفي الطليعة في الكثير من الاحيان ،دافعين ثمنا زائدا عن الكل هو :ان العشرات من ابنائهم يقبعون في السجون العسكرية في حين يجلس زملاؤهم على كرسي الدراسة الثانوية على كراسي الجامعات ،وصوتهم مكبوت.

 

رابعا :كان من اوائل من مد لهم اليد الرئيس الفلسطيني الراحل باستقبال شخصياتهم الوطنية في تونس،مدركا بحسه الوطني المرهف ان سلامة الجسم أي جسم هي بسلامة كل اعضائه .

 

خامسا:القوى الوطنية القومية  الفاعلة على الساحة الوطنية الفلسطينية وبضمنها الفلسطينية الدرزية،رات من مهامها ان خرق الحصارالذي فرضته الصهيونية على العرب الدروز وصحيح بمساعدة من اهل البيت في الكثير من الاحيان ،ان خرقه كفيل باشفاء هذا الجرح من جسد شعبنا. فكان من الطبيعي ان تلتقي بالتيار القومي الفاعل على الساحة الداخلية ممثلا ب”التجمع الوطني الديموقراطي” فاجترح رئيسه الدكتور عزمي بشارة ماثرة بمد اواصر اللقاء مع الزعيم العربي اللبناني وليد جنبلاط .

 

سادسا :الكثيرون ما زالوا لا يدركون ومنهم السيد ابراهيم الامين ،ما كان لهذا التواصل من تاثير على العرب الدروز عامة وعلى الشباب منهم خاصة. الم  يعلمنا اباؤنا ؛”ان الدم عمره ما يصير مي”.فجاءت بوادر العودة الى الاحضان اكبر واسرع مما كان لاحد ان يتصور خصوصا وان الاذرع امتدت حانية ،تكللها الاكاليل الوطنية القومية .

 

سابعا : القوى العربية الدرزية في الداخل عاشت دون هذا التواصل رغم المعاناة وبين ظهراني اهلها من القوى الوطنية الفلسطينية،لكن ان ترفد بزخم آخر يستنير بتراث كمال جنبلاط  اوليس هذا من باب “زيادة الخير خير وخير ” .فليطمئن ابراهيم الامين اذا كان فعلا قلقا ، ان دروز فلسطين ليسوا للاستعارة اولا، وثانيا لم يروا من وليد جنبلاط  الا كل خير وفي الاتجاه الوطني العروبي .

 

ثامنا : كان لكاتب هذه السطور شرف المشاركة في اربعين الرئيس الراحل حافظ الاسد ،ويومها بشرنا ان القيادة السورية قررت فتح ابوابها امام الاهل في ال-48 ،وما زالت ابوابها مشرعة حتى الآن ، خطوة قومية من الدرجة الاولى  عرت السلطات الاسرائيلية التي ما زالت ترفض السماح للعرب الدروز بزيارة سورية . اتخذت القيادة السورية هذا الموقف وقبل الازمة الحاصلة اليوم في العلاقات مع جنبلاط وما زال هذا الموقف قائما رغم ذلك .وتخوض اليوم القوى العربية الدرزية معركة قضائية في هذا المضمار مستندة الى هذا الموقف القومي الانساني للقيادة السورية .عبرنا “ميثاق المعروفيين الاحرار” عن تقديرنا هذا الموقف خلال اللقاء الاخير مع الزعيم جنبلاط في باريس وكذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدناه في نادي الصحافة العربية في باريس وبحضور صحافيين سوريين .ولم نلق من جنبلاط الا كل تفهم بل اكثر من ذلك بارك خطواتنا في هذا الاتجاه .فليطمئن مرة اخرى  السيد ابراهيم لا نحن للاستعارة ولا وليد جنبلاط يقبل ان يستعيرنا اللهم الا للصف الوطني العروبي وفي هذا نحن قابلون .

 

تاسعا :لست مخولا بالتحدت باسم صديقي  الدكتور عزمي بشارة ولكن بحكم زمالتي له في عضوية المكتب السيا سي  لحزبنا “التجمع الوطني الديموقراطي” ،اسمح لنفسي ان اجزم انه ليس من صفات عزمي بشارة الحير ة والعجز عن الاجابات .هذا اولا اما ثانيا وهذا الاهم ان السيد ابراهيم  لا يعرف ان معنى ان ينسب كلاما لعزمي بشارة عن عمل لاطلاق سراح سمير القنطار فيه اساءة لا تغتفر لعزمي، فهل عزمي وسيط للسلطات الاسرائيلية؟ ما نعمله في هذا

السياق ليس الا “الطلة” على سمير في سجنه بين الحين والآخرشادين من ازره واضعين انفسنا في خدمته لما يريد .

 

عاشرا :اما في الشق الآخر عن “استعارة” دروز فلسطين فهذا من رابع المستحيلات، مثلما يقولون عندنا، ان يصدر عن عزمي مثل هذا الكلام  فلعزمي يد طولى في هذا التواصل .صحيح ان للتجمع الوطني الديموقراطي موقفه المغاير بما يحصل على الساحة اللبنانية ،لكن البون شاسع بين الموقف وهذا الكلام .

الخلاصة: اهل مكة ادرى بشعابها ورغم ذلك يشغل بالنا جدا ما يجري على الشعاب اللبنانية ونحن نتمنى الخير للبنان مثلما نتمناه لسورية فالخير لهم هو خير لنا .ولكن فليرحمنا السيد ابراهيم من هذا الزج ،وحري بكل عروبي قومي ان يبارك كل تصدع في جدار العزلة المفروض على العرب الفلسطينيين بكل شرائحهم ،كانت اليد التي تحمل المعول من كانت ، ونحن من جهتنا سنصب على هذه اليد الماء الزلال قطرة من كل عين ماء فلسطينية اشتاقت لاهلها.

 

 

المحامي سعيد نفاع

عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس العام

للتجمع الوطني الديموقراطي .

رئيس ميثاق المعروفيين الاحرار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*